من الخاسر الحكومة أم المواطن ؟ / رائد عبدالرحمن حجازي

من الخاسر الحكومة أم المواطن ؟

رائد عبدالرحمن حجازي

يا ترى لو أردنا ان نعرف من الذي خسر ومن الذي ربح ؟ ها هو الاضراب قارب على نهاية إسبوعه الثالث ولا بوادر لحل الازمة . فالبعض يضع اللوم على نقابة المعلمين والبعض الآخر يضعه على الحكومة ، ولكل فريق وجهة نظره الخاصة به .
اسمحوا لي ان أُبدي بوجهة نظري من خلال المقارنة البسيطة الآتية :-
أولاً : الوفر المالي
بالاضراب الطلاب لم يستخدموا وسائط النقل المختلفة كالسرافيس وسيارات الأجرة أو حتى السيارات الخاصة للذهاب لمدارسهم ، وهذا بحد ذاته في توفير لاستخدام الوقود . وبالتالي كسب المواطن هذا الوفر وخسرته الدولة من مبيعات المشتقات النفطية ، كذلك محلات البقالة والمطاعم تناقصت مبيعاتها بسبب تعطيل الطلاب مما أدى ذلك لتراجع المبيعات وبالتالي ضريبة المبيعات سوف تتراجع ، وهنا الأمر مزدوج فالتاجر تراجع دخله والحكومة أيضاً تراجعت مدخولاتها من ضريبة المبيعات . وهنا مرة أُخرى تخسر الحكومة .
ثانياً : تعويض الدروس للطلاب
مع أن النقابة أعلنت التزامها بتعويض الطلاب عن أيام الاضراب وهذا تحصيل حاصل ، إلا أنني شخصياً أرى بأن الاضراب قد علم القاصي والداني ومعهم الطلاب أكبر درس في التفريق ما بين الحق والباطل . اما ما يخص طلبة الثانوية العامة فلا خوف عليهم لأن عقدة المعدلات قد أزيلت من طريقهم ، والمعدلات الأخيرة لهي خير دليل على ذلك .
ثالثاً : هيبة الدولة
من منا لا يحب أن يرى بلده في مصاف الدول التي تتباهى بهيبتها ، ولكن كيف لنا أن نتباهى بهيبة دولتنا ونحن لا نرى هيبة المعلم ؟ وكيف لنا أن نتباهى بهيبة دولتنا ونحن نرى مكايل مختلفة للرواتب لنفس التخصصات والخبرات والكفاءات ؟ وكيف لنا أن نتباهى بهيبة دولتنا وهي التي لم تتراجع عن فرض مزيداً من الضرائب والرسوم القراقوشية ، ولم تفكر يوماً واحداً بأن تجعل هناك زيادة للرواتب .
رابعاً : لغة الحوار
أي عاقل يمكن أن تصل معه لنتيجة بلغة الحِوار . لذلك الحِوار المطلوب هو الحِوار البناء والحِوار الجاد والحِوار الهادف ، وليس الحِوار من أجل الحِوار فقط . فإن كنتم لا تملكون مقومات الحِوار فعليكم ترك الأمر لمن يستطيع ذلك .
حفظ الله الأردن من كل سوء ومن كل فاسد ومفسد .