المعشر  / رائد عبدالرحمن حجازي

المعشر

رائد عبدالرحمن حجازي

نظراً للارتفاع الملحوظ بازدياد كميات الحرائق . أعتقد لابد من اتباع فكرة فالح التي طرحها على سكان القرية للخلاص من هذه المشكلة التي باتت تؤرقنا يومياً.

المعشر
في إجتماع عام وهام ومصيري في مضافة المختار مثقال , ومع تعالي الأصوات من هنا وهناك , هذا مؤيد وآخر معارض والبعض متكىء وضارب كوع على مسند القش البني اللون مع غفوة من الغفوات اللي بالي بالكم ( عين مفتحة والأُخرى مُعمصة).تعالت الأصوات أكثر فأكثر ودبت الفوضى وعندها صاح المختار مثقال وقال : يا جماعة إحنا اجتمعنا مشان نلاقي تخريجة للورطة إللي إحنا بيها …. عندها سكت الجمع وإستفاق أهل الغفوة وقالوا : يا مختار طيب والراي شور علينا أنت مختارنا وأفهم واحد فينا … اجاب مثقال : والله يا جماعة إني احترت شلون بدنا نخلص من هل مشكلة . وهنا تململ فالح وتنح نح مع تف ورقة التتن التي علقت على مقدمة لسانه بعد غلق سيجارة الهيشة وختمها بالشمع الأبيض من لعابه وأشعل الهيشة بِقداحة البنزين وسحب نفس وقال : هساعيات انتو مِش بدكوا تِخلصوا من المعشر ومن قرفه (المعشر : هو جابي الضرائب بالنسبة لمحصول البيادر حيث كانت الدولة العثمانية تعينه لجمع عُشر المحصول لصالح خزينة الدولة مع ترك تسعة اعشار لأصحاب المحصول ) فأجابوه : اي نعم لعاد إحنا لويش قايمة قيامتنا يا فصيح ؟ ثم غير جلسته بحيث حول مركز الإسناد من جنبه إلى مقعدته وقال : بسيطة بكرة من الصبح بكير وقبل شقشقة الضو إحرقوا كل البيادر وهيك بيجي المعشر وما بلاقي إشي يوخذه … وكيفكوا على هل حل ؟ . عندها نظر اليه المختار مثقال بسخرية , وقال له : ولك فالح والله إنك جِبِتها يا فالح , والله إللي سماك فالح ما غِلط .
مع تحيات فالح ابن فليحان المفلح .