الأردن أمام سيناريوهات رام الله/ ماهر أبوطير

الأردن أمام سيناريوهات رام الله
ماهر أبوطير

یھدد مسؤولون في السلطة الوطنیة الفلسطینیة برد غیر مسبوق في حال أعلنت إسرائیل عن ضم مناطق من الضفة الغربیة، وفي حال جاءت صفقة القرن، معاندة لمصالح الفلسطینیین، والتلمیحات حول شكل الرد، متنوعة، ومختلفة.
اللافت للانتباه ھنا، ان السلطة الوطنیة الفلسطینیة، ما تزال في حالة توجیھ التھدیدات اللفظیة، برغم كل الذي جرى على صعید اتفاقیة أوسلو، التي كانت بوابة للاعتراف بثلاثة ارباع فلسطین، باعتبارھا إسرائیل، فوق اخراج القدس، على ید الأمیركیین والإسرائیلیین، من خریطة الحل النھائي، واستمرار مشاریع تھوید المدینة، ومصادرة ارض الضفة الغربیة، وبناء المستوطنات، وإعلان نتنیاھو وأد مشروع الدولة الفلسطینیة، وغیر ذلك، وكأن كل ھذه البلاءات لا توجب ردا من السلطة الوطنیة الفلسطینیة التي تنتظر فقط ضم أجزاء من الضفة الغربیة، او اعلان صفقة القرن، حتى تعلن عن رد فعلھا، إزاء الولایات المتحدة وإسرائیل.
على الاغلب كل تلمیحات الرد الفلسطیني تتحدث عن اعلان الفلسطینیین الغاء اتفاقیة أوسلو، او حل السلطة الوطنیة الفلسطینیة، ولا حدیث أساسا عن اطلاق انتفاضة ثالثة، او أي حل آخر، مع الإقرار ھنا، ان سلطة رام الله، قد لا تكون قادرة على اتخاذ أي من القرارین السابقین، وستواصل ألمھا على انقاض المشروع الفلسطیني، وعلى اطلال الدولة الفلسطینیة، التي لن تقوم، مثلما اعلن ذلك رئیس الحكومة الإسرائیلیة، خلال حملتھ الانتخابیة.
نحن ھنا، امام وضع یقول ان سكوت السلطة على ضم أجزاء من الضفة الغربیة، او السكوت على صفقة القرن، سیؤدي الى نتائج وخیمة، على الرغم من ان عواصم عدة، تعتقد ان مجرد الصمت، وإعلان الرفض للقرار الإسرائیلي، او الصفقة الأمیركیة، كاف من اجل افشالھا، لكن لا احد یقول لك، اذا كان الاعتراض او الصمت، ھنا، سیؤدي الى نتیجة، او سیمنع الإسرائیلیین، من إتمام مخططھم في الضفة الغربیة.
من جھة ثانیة فإن الإعلان عن الغاء اتفاقیة أوسلو، او حل السلطة الوطنیة الفلسطینیة، على افتراض حدوثھ، وھو امر قلیل الاحتمال، سیؤدي الى تداعیات واسعة، لن تقف عند حدود الضفة الغربیة، بل ستضع الضفة ذاتھا، امام سیناریو مفتوح ومكلف على صعید الفلسطینیین، وعلى صعید الأردن، من حیث تأثر الأردن، بأیة مستجدات في الضفة الغربیة، لاعتبارات كثیرة، وھذا یعني ضمنیا، ان الأردن لیس من مصلحتھ حل السلطة الوطنیة، ولا الغاء اتفاقیة أوسلو، وفي الوقت ذاتھ، فإن بقاء السلطة بذات دورھا، في حال تم ضم أجزاء من الضفة الغربیة، او تم الإعلان عن صفقة القرن، سیؤدي فعلیا، الى تكریس الحال القائم، بما یعنیھ من ازمة مزمنة، لھا تداعیاتھا البعیدة أیضا، على الفلسطینیین وعلى الأردن.
ماذا یمكن ان ینصح الأردن الفلسطینیین في ھذه الحالة، خصوصا ان علینا ان نسأل اذا ما كان ھناك تنسیق أردني – فلسطیني، إزاء رد الفعل الواجب اتخاذه في حال أعلنت إسرائیل عن قرارھا بضم أجزاء من الضفة الغربیة، او أعلنت واشنطن عن صفقتھا، والسؤال ھنا، مھم من ناحیة استراتیجیة، ومن ناحیة حسابات المصالح الأردنیة والفلسطینیة، التي تتقاطع بشكل او آخر، خصوصا في ھذا التوقیت!.
اذا فحصنا كل الخیارات المتاحة امام الفلسطینیین، من زاویة أردنیة بحتة، نجد ان كل خیار لھ تقییماتھ، سواء عدم الرد على أي تطورات، بغیر التندید، والشجب، او قبول رام الله، مرغمة، للإجراءات الإسرائیلیة والأمیركیة أحادیة الجانب، او حتى خیارات الغاء أوسلو، او حل السلطة الوطنیة الفلسطینیة، او حتى اندلاع انتفاضة ثالثة، او أي سیناریو آخر.
ھنا یتبدى السؤال حول منسوب التنسیق الأردني – الفلسطیني ھذه الأیام، إزاء ملف لھ تداعیاتھ شرقا وغربا، ولا یمكن اعتباره، مجرد ملف مرتبط بالفلسطینیین، فرادى، ونحن ندرك اننا امام مرحلة تصفیة لكل الملفات، من القدس، مرورا باللاجئین، وصولا الى الضفة الغربیة، والسكان، والحدود، وحتى ملف وكالة الغوث الدولیة.
الملف الفلسطیني، عبر كل الزوایا السابقة، یعد ملفا أردنیا، في حسابات الجوار والاقلیم، وفي حسابات الداخل الأردني، وعلینا ان نستبصر جیدا، اذا ما كانت سلطة رام الله، ستتصرف وحیدة، في ھذا الملف، ام ان ھناك ثنائیة أردنیة فلسطینیة، تقرأ كل السیناریوھات معا، وتضع خطة مشتركة، في توقیت عاصف