تعالوا نتعرف على دولتنا / راتب عبابنه

عالوا نتعرف على دولتنا
راتب عبابنه

“سنعرّف الأردنيين بدولتهم”.
جملة جاءت على لسان وزيرة التخطيط كأحد الأقوال “المأثورة” التي تلقى على مسامعنا وتحمل ما تحمله من معنى على طريقة عندما يتشاجر إثنان فيهدد أحدهما الآخر بقوله “راح أعرّفك مين أنا”.

والمعنى الآخر كأن معاليها لا تعرف أن الأردنيين يعرفون دولتهم حق المعرفة. بالحالين لم تكن معاليها مضطرة لقول هذه الجملة. الجملة تذكرنا بعبارة “العقد الإجتماعي” و “المحروقات تتبخر” و “فات وسكر الباب وراه” وغير ذلك من العبارات التي يطلقها وزراء ومسؤولون أقل ما نتوقع منهم الوضوح والشفافية.

حاولت جاهدا أن أستنتج القصد من تلك الجملة على فرض أنها تقصد ما هو إيجابي وبصالح المواطن، لكني أعترف بعجزي عن أن أجد لها معنى يخدم الأردنيين.

وهل نحتاج من معاليك أن تعرفينا على دولتنا؟؟ فلو سألتي أي طفل عن الدولة لأجابك بمنتهى العفوية والسلاسة أن دولتنا ونقصد بالدولة هنا (الحكومة) وليس الوطن الحبيب ظالمتنا وناصرت الفاسدين وأعطت الوظائف العليا لأبناء الوزراء والمتنفذين بينما أبناء الحراثين ينتظرون قوائم ديوان الخدمة المدنية.

كما أنها تتربص بأحرار الوطن والحراكيين المطالبين بحقوقهم بينما المنافقون والبرامكة والمتزلفون لا يخضعوا للقانون. الدَلة تقتوض وتفرض الضرائب والغرامات وتكذب بأن ذلك لا يطال الفقراء ببنما لا يتأثر حقيقة بذلك هم الأغنياء وكبار رجال الدولة بسبب رواتبهم العالية ومخصصاتهم وسفراتهم وما يستطيعوا وضع يدهم عليه.

سيجيبك ذاك الطفل بأنه لم يعد يأخذ مصروفا كما كان قبل عشرين سنج. سيجيبك أن الدولة اتخذت من الأردنيين خصما تحاربه بلقمة عيشه كل صباح. ربما يسألك هل إبنك متعطل عن العمل مثل إخواني؟؟ طبعا إجابتك له إن صدقتي “لا”.

أظن يكفي ما تقدم بأن يعطي إقرارا بأن الأردنيين يعرفوا دولتهم جيدا وليسوا بحاجة لتعريفك، بل أجزم وأقسم أن معاليك أنت نفسك بحاجة ماسة لكي تعرفي حقيقة الأردنيين وتعرفي حقيقة دولتهم.