لماذا لا نراهم؟ / احمد حسن الزعبي

لماذا لا نراهم؟

احمد حسن الزعبي
قبل أسابيع كرم نائب رئيس دولة الإمارات العربية حاكم دبي ،الأكاديمي الأردني و الخبير بهيئة الطرق والمواصلات الدكتور ماجد الصمادي بأرفع وسام للابتكار الحكومي في الإمارة بعد أن تنافس مع 36 جهة ومؤسسة حكومية في دبي تقديراً لجهوده وتميّزه بتقديم طروحات المشاريع والابتكارات العلمية في عمل هيئة الطرق واسطول النقل العام التابع لها..
طبعاً خبر التكريم الخاص بهذه الشخصية الأردنية توهّج على المواقع الإخبارية المحلية لدقائق ثم انطفأ بأخبار السطو وحوادث السير وإضراب أصحاب التكاسي الصفراء، واعتصام أصحاب الشاحنات ، وقانونية تطبيقات النقل..وهذه الأخبار بحد ذاتها مغرقة في السخرية سيما عندما تطفئ المشاكل خبر حامل الحلول الذي يتم تكريمه في بلد عربي شقيق على ابتكاراته بكل ما سبق..
إذا أردتم أن تعرفوا مكانة الأردني وعقل الأردني وكفاءة الأردني فقط اكتبوا على “جوجل” فوز أردني..ودع الأخبار تتحدّث عن نفسها،وشاهد أبناء بلدك كيف يكرمون ويبدعون ويحترمون في مدن وعواصم العالم على قدرتهم بابتداع الحلول وهنا لا أحد يحفل بهم أو على الأقل يعطيهم فرصة التغيير والتطوير والتحسين..
لماذا لا نرى الدكتور الصمادي وزيراً للنقل هنا؟ ولماذا لا نرى من يحصل على براءة اختراع في الطاقة أن يصبح وزيراً للطاقة؟ ومن يثبت نجاحه في منظمة اقتصادية عالمية أو شركة كبرى أن يصبح وزير اقتصاد ؟ لماذا لا نرى من يقدم انجازاً طبياً على مستوى العالم وزير صحّة هنا؟ لماذا نبحث عن السلالات ولا نبحث عن الانجازات..لماذا نرى مبدعينا الذين يظفرون بأهم الجوائز ويقلدّون بأهم الأوسمة يأتون بإجازات قصيرة لبلدهم وربما يعاملون بتهميش وتشكيك في جمارك المطار..
أفرح عندما أرى ابن بلدي يصعد منصّة تكريم دولية يقطف جائزة نوعية لأنه الأكفأ والأنظف والأذكى ، وأحزن في نفس الوقت لأني لا أراه هنا في بلدي لذات الأسباب ..لأنه الأكفأ والأنظف والأذكي..

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com