مجلس نيابي بايقاع جنائزي / بسام الياسين

مجلس نيابي بايقاع جنائزي
بسام الياسين

سؤالنا:ـ لماذا تتراجع الديمقراطية في بلادنا،على ايدي ” الديمقراطيين ” كما يدعون.؟ّ. هل لانهم بلغوا من الهامشية والهشاشة، العجزعلى تغيير الواقع،ام لانهم مزدوجون، يقولون غير ما يفعلون ؟!.

فلا جديد في الانتخابات الجديدة.هي بلا دبكات نصر، ولا بهجة حمل النائب/ العريس،على الاكتاف الى مضارب العشيرة، فرحاً بفوزه ـ على الاخوة الاعداء ـ.انتخابات سلحفائية، يغلب ذات مسيرة جنائزية.المشهد لا ينقصه، الا عزف لحن الرجوع الاخير،وقرآءة الفاتحة.انتخابات مشلولة الحركة، بلا برامج ولا مناظرات تنافسية، ولا عريس يلوح لانصاره بمسبحته، ويتمختر كعنترة ،فارس العرب.عرس وطني بلا رصاص يلعلع في السماء وزغاريد تُكيد الاعداء.المشهد مقلوب هذه الايام .النائب / العريس يتحدث من خلف كمامة خوفاً من اصابة بعطسة مفاجئة او جرثومة طائشة تصيبه بمقتل .

الخطاب الرسمي،باهت،ضعيف،،انشائي.خطاب غير مقنع ،لا يستعرض الشروخ القانونية ، ولا يتعرض الى الآعيب الانتخابات السابقة، التي شكلت صدمة للناخبين،بينما ادارة الهيئة المستقلة، تلقي دروساً مملة عن فضائل الانتخابات.اللافت ان المُحَاضرين غير مُقنعين والمستمعين غير مقتنعين،مقارنة مع الحشد الاعلامي الوزاري والصحفي للجائحة الكورونية، حيث نجدها افضل الف مرة.هذا الهُزال في استنفار الناس للانتخابات، قلب المعادلة واضعف شهية الاقبال على مأدبة الانتخاب الفارغة اصلاً من الاطبا ق الشهية.

عزوف الشارع، بدأ يتشكل منذ اكتشاف لعبة التلاعب بالانتخابات، واعتراف كبارالمسؤوليين بالتزوير،وما اعتورها من ممارسات لا يقبل بها ضمير. قرآءة حفرية بالعمق لازالة الغشاوة عن عيون النظارة. تجد ان الهيئة تتناول القشرة ولا تغوص باللب،فتفسر الماء بعد الجهد بالماء.ما يزيد الوضع غموضاً والمواضيع تشتيتاً.على المقلب الاخر،لم يَعُدْ في جعبة النائب، ما يَعِدْ به الناخب من خدمات،،وظائف،اقتصاد الرفاه.فسلاله فارغة ومناسفه محظورة.كما ان الجائحة عملت على انهاء شعارات ـ الازمان الخادعة ـ، ويدحضها الواقع بواقع الحال،اذ ان الناخب مسؤول عن تحقيق ذاته او عجزه، ولا احد ينفعه ما لم ينفع نفسه.فهل احد يُصدق ان النائب الذي يجني العسل في قفافه، سيوزعها على دائرته.انها الاستحالة المطلقة.

ـ المجتمع في تحولٍ مستمر.لم يعد مسرحاً ملزماً بقرآءة النصوص الرسمية المفروضة عليه كـ ـ خطبة الجمعة المكتوبة ـ،لمعرفته ان التوجيهات ليست مقدسة.والمجتمع كائن، حي متحرك لا ينمو الا في اجواء الحرية والديمقراطية والا اضمحل وانكفأ على نفسه،وهو ليس رقعة شطرنج والموطن بيدقاً بلا ارادة ولا حرية اختيار.المواطن انخلع من معناه السابق،واعاد انتاج نفسه على مقاس الانسان الحر، صاحب المبادرة والمبادءة. تمرد على قوالبه المحشور فيها، عبرعقود طويلة،فقد استلبت شخصيته و يُنظر اليه كمخلوق معوق سياسي ” لا يستطيع قضاء حاجاته الا بمساعدة أُولي الامر “.

ان جِبلة الانسان، منذ ان خلقه الله تعالى، مجبولة على الحرية،الاستقلالية، المعارضة.هو مجبول من كفر وايمان،فجور وتقوى،ماء وطين،و كينونته دائمة التقلب كالزوبعة ومستمرة الجريان كساقية، يرفدها نبع عظيم، لا ينقطع مدده وامداده.الانسان صاحب فكر حر اما ان يقوده ليكون من اهل اليمين او اهل الشمال ـ اليسار ـ. * ونفسٍ وما سواها فالهمها فجورها وتقواها *. لذلك فالناس ليسوا نسخاً كربونية متماثلة.ناهيك ان صاحب الفكر يميل على الدوام ، للتجديد والانعتاق لقدرته على صياغة مستقبله.ولم يعد دمية تتحرك بالريموت،خصوصاً بعد ان تعرض لهزات متعددة وخدع كثيرة من لدنَّ نخب فاسدة،ما اعطاه حصانة ذاتية. لهذا لا احد بعد اليوم، يستطيع تهميشه وتجريده من حقوقه.