انتخابات .. ولكن / بقلم هبـــــــة عبابنة

انتخابات .. ولكن
هبـــــــة عبابنة
 
يعد الأردن بلداً ديمقراطياً قانونياً ذا سيادة مستقلة، ومن أحد أهم أوجه تمثيل ديمقراطيته تتبين جليّة بما يُعرف بعملية الانتخاب.
 
تتفرع كلمة الانتخاب اصطلاحاً إلى عدة معانٍ فهي تعني التصويت، الاقتراع والاختيارٌ القائم على الأفضلية من بين مجموعة من المرشحين ، وتعد إجراءً قانونياً وأحد أهم الأساليب الديمقراطية التي تعكس المنهج السّوِيّ والفكر الواعي والتخطيط السليم الذي يتّبعه الأردن؛ ليُثبِت أنّ النضوج الفكري لدى المواطن الأردني وصل إلى أوجِهِ وقدرته على ترك بصمة فاعلة من خلال عملية الانتخاب.
 
نجد أن عملية الاقتراع هذه حاضرة في مختلف الميادين والأماكن لِتعُمَّ أرجاء المملكة الأردنية ولتشمل كافة الفئات العمريّة، فيبدأ الطفل المواطن بعملية اتخاذ القرار وانتخاب أحد المرشحين من أقرانِهِ في المدرسة في الانتخابات البرلمانية المدرسية ، مما يولّد لديه حسّاً بالمسؤولية المجتمعية والوطنية، حتى يبلغ الثامنة عشرة من عمره لينتقل إلى مجالات أوسع في عملية الانتخاب فيكسب حقّه بالتصويت في مجلس أو اتحاد وحتى التصويت في الانتخابات النيابية والبلدية والتي تعد من أبرز الأحداث الأساسية التي ترتكز عليها المشاركة الفاعلة للمواطن ليساهم في بناء الوطن الحبيب.
 
الانتخابات النيابية والتي تجري كل أربع سنوات بتوجيه من جلالة الملك وبإدارة من الهيئة المستقلة للانتخاب، والتي تُعنَى باختيار شخص مسؤول يمثل الشعب ويوصل أصواتهم ويعمل بدوره على حل الأزمات المختلفة التي يعاني منها الوطن والعمل على إنمائه وسداد حاجات الشعب ومتطلباته، ويجب على من لديه الرغبة بالترشح للانتخابات أن يكون صادقاً مع ذاته أولاً بقدرته على تحمل المسؤولية والضغوطات والأزمات التي من الممكن أن تحدث، ووجب عليه توخّي الصدق والأمانة فيما يتم نشره في الدعايات والإعلانات الانتخابية، وعدم الضغط النفسي على أفراد المجتمع بإلزامية كسب الأصوات.
 
ويتمثل على جميع أطراف العملية الانتخابية مجموعة من المسؤوليات فعلى سبيل المثال، المُنتخِب وجب عليه أن يقوم باختيار الشخص ذي الكفاءة والذي يستحق بجدارة مقعده في الدائرة الحكومية ولا يجب أن تقرع المشاعر والعواطف وأواصر القرابة أبواب التصويت نهائياً، كما ويجب الامتناع عن أيّ أعمال فوضوية تزعزع سلامة وأمن العملية الانتخابية يوم الاقتراع.
على الجميع في هذا الوطن الحبيب واجب التكاتف والتعاون لتحقيق مصلحة البلاد ورفعة شأنه وعُلوّ منزلته، وعكس صورة حضارية مُشرقة تبين حقيقة الأردن ومعدن أبنائه البواسل، حفظ الله الأردن قيادة وأرضاً وشعباً.
 
وربما تعكس جائحة كورونا صورة أخرى للانتخابات وما قبلها خلال الدعاية الانتخابية ، فالمرشح لا يستطيع لقاء جماهيره مباشرة من خلال اللقاءات الموسعة والمهرجانات الخطابية التزاماً بقواعد الصحة والسلامة مما يزيد العبء عليه في الوصول إلى شريحة واسعة من الناس لاستمالتهم عبر طروحاته وبرامجه التي يعد الناس بها ، لذا عليه بالتوجه إلى مستلزمات العصر الرقمي والزيارات الخاصة .
نتطلع إلى الصدق في طرح البرامج والمصداقية والواقعية ، فمجلس النواب له دور كبير في بناء الوطن إن مارس هذا الدور كما يجب ونأمل ذلك .