يوميّات خائف كورونا (20)
كامل النصيرات
قبلاً؛ كانت العائلات تشتكي من وجود شخص من أفرادها شاذ؛ لأنه يصحو بعد الظهر..الآن أغلبنا يصحو كذلك.! من قال إنني أفطر على الثنتين؛ وأتغدى على التسعة مساء وأتعشى على الفجر؟ قد يقول قائل : بسيطة أعد تسمية الوجبات فالتي على الفجر اعتبرها فطوراً والتي على الثنتين غداء والتي على التاسعة عشاء وهكذا تستقيم الأمور. لكن الأمر ليس كذلك؛ فمكونات كل وجبة هي الأساس.
المهم؛ أتخيّل بعد انتهاء الكورونا ؛ سيلتقي الأحباب بالأحباب. بالذات الذين كان أبعد مكاناً عن بعضهم. سنشعر أننا (تبرملنا). آه ؛ تريدون أن تعرفوا ما معناها؟ حسناً. تبرملنا أي أصبحنا براميل أو مثلها. نحن الآن مستهلكون بلا عطاء؛ بلا حرق؛ بلا حركة. أيدينا في حلوقنا على الطالعة والنازلة. ما بين الوجبة والوجبة وجبة.ما بين الشيبس والشوكلاتة أندومي. ما بين البزر والمكسرات حلويات بيتوتية. ما بين الشبع والشبع شبع القهر والخوف واللااستقرار.
كلنا نكبر الآن في بيوتنا. حتى أطفالنا يكبرون سريعاً في مساحات بيوتنا الضيقة. والأماكن لها أخلاقها؛ لذا كل هذه الحبسة ستصنع أخلاقاً جديدة. ستهوي أشياء فينا وتصعد أشياء. ستسقط عيوب كثير وتولد عيوب أكثر. سيفرض علينا الواقع الجديد عاداته وتقاليده التي لم تمر علينا قبلاً.
إننا نتغيّر. إننا نتبدّل. إننا نمضي بلا مشي. وننام بلا أحلام. ونصحو بلا إشراق شمس. بل إننا ننظر للمرآة ولا نرانا..
كم اشتقتُ إليّ.
يتبع…