منذ متى كان الكذب فضيلة بقلم
صافي خصاونه
ما اكثر ما تغيب لحظات الصدق مع النفس ومع الغير . ما اكثر ما تضيع بذرة الانسانية وتختفي من الذات . ما اكثر ما يتحول الانسان من سوي الى غوي . ما اكثر ما يكون الانسان متناقضا مع نفسه , مع ذاته , فتارة هو في اقصى اليمين وتارة هو في اقصى الشمال , وتارة مع الحق , وتارات مع الباطل .
كم يِِضيع الانسان قيمه ليجد نفسه قد ركب مراكب الوصولية مبررا سلوكياته تلك بانها هي الملاذ وهي الخلاص لذاته ولمن يرعاهم , هذه هي الحال اليوم . حال من يتسلم مسؤولية ويتقلد منصبا .
يوهم نفسه انه المنقذ والمخلص , وينسى انه قبل ايام او شهور كان يصرخ باعلى صوته مستنكرا كل الاجراءات التي تتخذ ومنددا بكل السياسات التي تنتهج , لكن وما ان يكلف بالمهمة حتى يبدا بالتبرير وتزوير الحقائق مدعيا انه ما جيء به الا للانقاذ والانعاش والاصلاح .
عجيب امر هؤلاء لكن لا عجب فالحرباء تتلون بحسب المكان الذي تكون فيه وهي خاصية حباها الله تعالى بها وحبا بعض افراد الانسانية مثلها .
فمنذ متى كان التضييق على المواطن وعلى الشعب فضيلة وسياسة حكيمة وامر واجب لامفر منه والا ضاعت البلاد وعم الخراب وهلك العباد . ومنذ متى كانت السرقة مشروعة خاصة اذا كانت سرقة من معوز فقير معدم .
منذ متى كان التجويع محمدة . ومنذ متى كان القمع الفكري ثقافة . ومنذ متى كان الكذب فضيلة وعادة حميدة . اظن ان التلون والتقلب والمراوغة ان خدمت زمنا فانها لن تستمر ازمانا لان ثبات العقيدة والتمسك بقيم الحق والعدل هي المنتصرة في نهاية الامر .
سيخسر كل المتلونين مع الحرباء وسيفقدون مجتمعهم لانه سيلفظهم وسيقصيهم وستكون الغلبة للفضيلة ولن يفلح المرتزقون ابدا