لسنا عبثيين
احمد حسن الزعبي
ها نحن نثبت للحكومة من جديد أننا لسنا عبثيين ولا عدميين كما تدعي ، بل أننا نفرح لكل ردّ اعتبار لكرامة الوطن ، ونبارك لكل جولة من جولات الحق ، وعندما نشعر أن حيط البلد مش واطي ، وأن الخبز المغمّس بدم الفقراء عائد إليهم ولا يظفر به اللصوص والفاسدون وزعماء الزعرنات وتجار العنتريات نزهو بالكرامة الغائبة.
إن خطوة جلب الفار من وجه العدالة عوني مطيع ، خطوة مهمة لكنها غير كافية ، نريد كشف كل الشبكة المساهمة غير المحدودة التي حمته وساعدته ويسّرت أعماله طوال السنين السابقة دون تحفّظ أو خجل، والأهم من ذلك كله نريد أن نسترجع كل قرش ضائع كان من حقّ خزينة البلد ومن حق تعليم وصحة ورعاية وخدمة أبناء هذا الوطن، الخطوة مهمة لكنها لا تشكّل أكثر من 1% من الواجب فعله ، ولا تشكّل أكثر من طلقة واحدة من خزين الذخيرة الكبيرة المكدّسة في ملفات الفساد المخبأة في إدراج الحكومة، إما أن تكملوا المشوار أو تكون “بيضة الديك” ،إذا أكملتم المشوار ، ستنعمون بالرضا وسنكون أول المدافعين عن خطوات الحكومة وقراراتها إن هي حققت العدالة بين أفراد المجتمع ، وان هي لقّنت درساً قاسياً لكل من يريد أن يعبث بمقدرات هذا الوطن ومستقبله الذي سيحمينا وسيحملنا جميعاً..
نعم لسنا عبثيين ، نفرح كما يفرح الأطفال لكل خطوة ولو كانت بسيطة في الطريق الصحيح ،نريد تصحيح مسار البلد ، لا محسوبيات ولا شللية ولا استقواء على القانون ، نريد جردة حساب طويلة تعيد كل قرش مسروق ومهرّب الى حضن الوطن، نريد قائمة أسماء علنية دون خوف او وجل او تحفظ لا خطوط حمراء عند المكاشفة ، لا خطوط حمراء في استعادة الحقوق ، لا خطوط حمراء عند المساءلة وسنرفع الصوت عالياً ما حيينا : “من أين لك هذا”؟؟..
جلب مطيع ليس فتحٌ جديد، ولا انتصار عظيم، انه خطوة صغيرة على طريق طويل، ولن نهدأ ولن نسكت ولن نملّ بمحاربة الفساد والفاسدين ، حتى تعاد أموال هذا الوطن كلها..وحتى تعاد المؤسسات المباعة كلها..عندها نقبل التراب الأردني الطاهر ثانية ونجبله بعرقنا..ونبدأ من جديد عهد البناء…
وهالوطن بدّه يزبط يعني بده يزبط.
احمد حسن الزعبي
[email protected]