الحكومة تفشل في الطفيلة / عمر عياصرة

الحكومة تفشل في الطفيلة

عمر عياصرة

أنا مش فاهم، فريق الحكومة الذي زار الطفيلة بالامس، من اجل تسويق قانون الضريبة، لماذا لم يتمكن من احتواء الناس، وقام باستفزازهم لدرجة ان اللقاء فشل، وانتهى بما يشبه العراك اللفظي.
الوفد الحكومي، تألف من مجموعة وزراء، هم: وزير الصحة محمود الشياب، ووزير الزراعة خالد حنيفات، ومعهم الوزير المسيس «قليلا» مبارك ابو يامين.
الحوار بين المواطنين وفريق الحكومة انتهى بمشادات، ولعلي احمّل الوزراء المسؤولية الكاملة عن ذلك، فقد كان عليهم استخدام ادبيات سياسية لا رقمية، وان يدركوا حجم السخط الشعبي، ويحتووه برحابة صدر مرتفعة المستوى.
ايضا، على اي فريق حكومي، حين يزور الطفيلة، ليشرح لها، ويسوق سياسات غير شعبية الادراك ان الطفيلة تشغل مكان رأس حربة الحراك الشعبي، وتحتل مكانة في وجدان قيادة الاحتجاجات.

الفريق الحكومي ردد ذات الاسطوانة المشروخة، لم يغادرها نحو خطاب اكثر اقناعا وسياسة، لذلك لا ارى ان ثمة جدوى من تلك الزيارات ما دامت لا تحمل جديدا.

الاكثر استفزازاً ان يمارس الوزراء لغة «الهت» على المواطنين، وهذا ما قام به وزير الصحة بدون ادراك لنتائجه على مزاج الناس.
فقد قال الوزير المحترم: «أن مجموع ما ينفق على الصحة في القطاع الحكومي يتجاوز المليار دينار، مشيراً إلى مجموع ما تأخذه الحكومة من التأمين الصحي لا يتجاوز الـ 60 مليون دينار».
هنا تساءل الناس: المليار الذي يتحدث عنها الوزير، المصروف على الصحة وقطاعها، أليس من موارد الضرائب والرسوم التي يدفعها الاردنيون صباح مساء، ام انها من الهولولو؟
لماذا لا يدرك الفريق الوزاري بكل تفصيلاته الى اليوم اننا «نحن الاردنيين» نمول كل تفصيلات مصاريف الحكومة بنسبة تقترب من 95%.
لماذا يعيروننا، ويهتون علينا، كأنهم يصنعون المال في بيوتاتهم؟! ألا يدركون اننا نعرف كل شيء، ونتحسس للخطاب الذي يرانا جاهلين وتائهين!
بالمحصلة الخطاب الحكومي في المحافظات يفتقد لمبررات قبوله، وواهم من يعتقد ان لغة: «انتم ابناء المحافظات لن تتأثروا بالضريبة، وانتم المتقاعدون معفيون فلا ضير عليكم» ستمر.
بعد كل الجولات، اعتقد جازما، ان الحكومة ادركت مدى غضب الناس ورفضها لقانون الضريبة، فهل سيلتزم الرزاز بمدنيته ويسحب القانون، ام سيتخلى عن «مخه المدني» ويستعين بصديق؟ دعونا ننتظر.