لا نريد الخلوات ولا اجتثاث الفساد / يوسف غيشان

لا نريد الخلوات ولا اجتثاث الفساد

يوسف غيشان
هذا الأسبوع تكرر الحكومة أخطاء ما قبلها في قضيتين، الأولى هي إعادة سيناريو الخلوات المضحك ، والثانية هي الحديث عن اجتثاث الفساد من جذوره..المبكي.
ما زلنا نذكر حكومات الخلوات التي كانت تكلف عشرات الالاف(وربما مئات الاف) لعقد خلوات حتى تلتقي الحكومة بنفسها، والوزير بموضفي الوزارة ،والأمين العام بمن تحته..وهكذا. وكان اغلب هذه الخلوات في منتجعات البحر الميت.
صدر عن هذه الخلوات اطنان من اوراق العمل والتوصيات ، وفيها تم ابتكار (الهيئات المستقلة) الذي ما يزال يستنزف ميزانيتنا بالملايين ، وكانت حالنا افضل بكثير قبل هذه الخلوات وتوصياتها وهيئاتها المستقلة والمستعمرة.
الخلوات اثبتت فشلها تماما، وهي بلا مبرر على الإطلاق، فبإمكان الوزراء الإجتماع كما يشاؤون في مقر الحكومة بكل عادي تماما، واتخاذالقرارات التي يتفقون عليها والشروع بتنفيذها….. فلا احد منا يجلس على قلوبهم، ولا احد منا يستطيع تجاوز الحرس الرئاسي والتنكيد على سماهم.
أما الخطيّة الثانية ، فهي الحديث عن اجتثاث الفساد من جذوره، وهذه قصة انتشرت عام 1993، وربما كانت قبله ايضا، وكانت عناوينا للصحف والمجلات الصادرة آنذاك، وقد احتفت الصحافة بدولة الرئيس الذي اطلق ثورة الإجتثاث هذه.

بعد اشهر تبين ان هذا الشعار كان مجرد (شراط ع بلاط) وأن من يكبّر حجره لا يضرب.. وتعرفون الحال ..وتدركون كيف تناسل الفساد وفرّخ منذ ذلك اليوم حتى الان..وها نحن نعيد انتاج التاريخ وربما نؤسس لإنطلاقة جديدة في عالم الفساد والإفساد.

يا عالم يا هو:
لا نريد اجتثاث الفساد، فالفساد موجود وسيبقى موجودا ما دامت المجتمعات البشرية موجودة، فلا وجود للمدينة الفاضلة لا سابقا ولا حاليا ولا لاحقا….الفساد ظاهرة سلبية ترافق المجتمعات البشرية بشكل طبيعي، والحديث عن اجتثاثه هو حديث مستحيل الا بإجتثاث المجتمعات البشرية.
نريد فقط الحد من الفساد وجعل كلفته عالية على مرتكبيه ومقترفيه ، نريد محاسبة الفاسد والمفسد حسب القانون، نريد ان يكون الفاسد منبوذا ومكروها من الجميع ، نريد ايقاف صناعة الفساد ، والشروع في العمل على جعله في ادنى مستوياته، وان نبعده عن قراراتنا الوطنية والسيادية.
لا نريد ايضا تقليم الفساد…. ليعود لنا اقوى بثماره السوداء المنتنة، نريد ان نحاصره ونقاتله بكل ما اوتينا من حب للوطن……وأن تظل المعركة مستمرة دوما.
اما قصة الإجتثاث فهي سواليف حصيدة لم تعد تمر على احد.
وتلولحي يا دالية
ghishan@gmail.com