سيلفي والخاروف خلفي / علي الشريف

سيلفي والخاروف خلفي

علي الشريف

حين قلت يوما ان كل ما يحدث على الفيس بوك هو زوبعه في فنجان كنت مصيبا في كلامي ذاك لان كل حديث او ثورة او اعتراض ينتهي بعد 72 ساعة على الاكثر .
منذ عشر سنوات وانا مقيم بالفيس بوك ومواظب على متابعته وطول هذه الفترة ومن خلال مشاركتي في صفحات كثيرة بكافة انواعها لم اجد اننا استطعنا ان نغير شيئا…
تحدثنا كثيرا عن الوحدة الوطنية وكتبنا مئات الاف من المنشورات لكن الرتق اتسع على الراتق… وكم كتبنا عن الفساد ومحاربة الفساد وعن مجالس النواب المتتالية لكننا في نفس المكان كنا نعيد انتاجهم وبقوة اكثر.
والظاهر ان أي قصة الان نريد ان نطوي صفحاتها الى الابد علينا فقط ان نكتبها على الفيس بوك او نذكر بها فيندفع الناس للنشر والترويح ويقومومن بفش غلهم لمدة بسيطة وتنتهي القصة .
هل لا زال احد منا يتذكر قصة سكن كريم… وهل لا زال احد منا يتذكر قصة الكازينو… وهل لا زال احد منا يتذكر القصة الأحدث وهي قصة الدخان ام هل يتذكر احد قصة سيارات الأمانة الجديدة..وراتب السكر تيرة
طيب هل لا زال احد ممنا يتذكر اكبر عملية سرقة كهرباء في التاريخ ..ام حفر الآبار الارتوازية داخل البيوت ام مصنع المخدرات ..ام مصنع وجوه المخدات ..اكاد اشك فالذاكرة أصبحت مثقوبة ولا تحتفظ بشيء ..

ما ان نبدأ بشيء حتى يطل علينا شيء اخر يلهينا وينهي ما بدأنا به ولا أدل من ذلك الا ما تم في مباراة الوحدات والجزيرة ..حيث نسينا كل مصائب الدنيا ونشرنا عشرات ألاف المنشورات والصور التي تتحدث عن الهدف والحكم حتى أننا نسينا قصة الأرز الخربان المنتهي الصلاحية الذي أقمنا عليه ألاف وجبات المناسف .

صراحة كل شيء في الفيس بوك ويتم تسريبه هو امر مدروس فهو بداية لقصة لينتهي الحديث بقصة وهكذا ودواليك حتى تتشعب الأفكار واقسم لو ظهرت قصة جديدة في هذه الايام لأضعناها بعد يومين من خلال نشر صور الأضاحي والخرفان ولأصبح الدم في الفيس بوك للركب.
وأما المصيبة فإننا وعند كل حدث نباشر بالتحليل والتفنيد والتشكيك وطرح حلول المشاكل حتى ان البعض بات يركب الموجه على كل شيء ويتكلم في كل شيء اما الكارثة فهي بالفيديوهات الاستعراضية .ويا خزاة العين .
هناك من يقوم بتحليل عملية امنية دقيقة وهناك من يقوم بتحليل واقع اقتصادي واسباب مديونية ..وهناك من يقوم بتحليل اسباب تاخر المطر …وهناك من يقوم بتحليل اسباب حرق طبخة جارتنا ام العبد .. واحمر شفاه بنت الحارة ..وتسريحة اخت ام العبد.
والقاسم المشترك عند الاغلبية بات بالردح والشتم والسب والاتهام …والتشكيك بكل شيء الا بنفسه وتصديق أي اشاعة تصدر وترويجها..حتى وصلنا الى مسالة اغتيال وطن وليس اغتيال شخصية..
مواقع التواصل الاجتماعي او الردح الاجتماعي اصبحت عند العرب فقط لاثارة الفتنه.والترويح لنفس عبر فيديوهات قميئة وصور سيلفي وصلت حد التصوير مع حبل الغسيل….ونشر الخلاف حتى بين الاصدقاء …وبالاحرى هي اصبحت وسيلة لاغتيال الاوطان ..
بالمناسبة بالنسبة للعيد واضحية العيد .انا مش ناتوي اضحي وهذا الامر مرده للطفر المدقع فلا احد يتهمني باني مارق او زنديق واذا ما رايتم صورة لي مع احد الخرفان .فاعتبروها سيلفي والخروف خلفي … لكنه خروف بيت الجيران.
وهيك بتنسوا كل اللي كتبناه وبتبلشوا بقصة الاضحية والطفر والسيلفي والخاروف خلفي …مهو مش معقول خاروف يتصور سيلفي مع خاروف