تيتي.. تيتي.. بين الميه والبلدية..؟! / فهمي عبدالعزيز الزعبي

تيتي.. تيتي.. بين الميه والبلدية..؟!

فهمي عبدالعزيز الزعبي
ومن جديد تابعت مسلسل مراجعات الدوائر الخدمية، هذا المسلسل الذي مضى أكثر من سنة من عمره المديد، وهذه المرة مع الميه والبلدية، وكل ما سمعته في مشاويري المضنية “روح تعال.. تعال روح، وشوف الجهة الفلانية، شوف شو بتقلك وراجعنا، والعلانية بلكي حلحلت أمرك، وحاول مع علان وفلان، ويازلم لويش متعب حالك، شوف مين بمون”، لكني حضرتي “امتنح” لا بدي يتوسطلي لا علان ولا فلان، فالشغلة يا جماعة مش محرزة، وما في داعي اتصير إجميلة، وهاظ اني بعدني باطرطر..من دائرة “إشقع” لدائرة “إبقع”..؟!
الميه، تصر على شارع مفروش حصمة “بيست كورس” ومفتوح بالجرافة، حتى تقوم بمد خط الميه، بعدما أعفتني من الزفتة، علما بأن الشارع العابر من امام البيت ترابي، لكنه يقع وسط حي سكني مأهول، مش بآخر الدنيا بـ”الملوحية”، وجميع الشوارع بالقرب منه امزفتة، ومنذ أشهر وأنا “سري مري” لعند مسؤول الشؤون الفنية، وآخر مرة قبل يومين، والمصادفة، أني جلست حوالي النصف ساعة، بانتظار أن يفرغ الموظفين من امصايحة بينهم عا الدوام، إلى أن انهوا وتساوموا على تقاسم الدوام بينهم، عندها سألني ما يسمى “مسؤول” عن طلبي، فأعلمته أن سلطة الميه إمدقرة وحاطه رجليها بالحيط. مباشرة اعتذر وربطني بالعطاءات والموازنة، وقطع ايده وشحد عليها.. خرجت مهزوما وربك حميد هبطت عليّ وقتها ملائكة “طولة البال”..؟!
عدت إلى سلطة المية، أعلمتُ أحد موظفيها وصولي إلى طريق مسدود ولم أعد أدري مالعمل، فنصحني أن أشوف المدير، رحت وما لقيته، وعدت في اليوم التالي، برضو مالقيته، ومن الآخر أعلمني أحد الموظفين، أنني لن أستفيد، ويجب على البلدية أن تقوم بعملها، فقلت له؛ طيب.. الشارع إمبين على المخطط، وحدوده على الأرض حددها مساح البلدية، وفوقه حبة بركة مساح من عندي دفعت له “ميت نيره”، والأرض من حوله مفروزه ومسكونه، فأجابني “احنا قانونيون، بدنا شارع إمبين ومفروش حصمة”، فقلت له: بصراحة لو في واسطة بتمشي شغلتي، فأجابني؛ طبعا أكيد، يتمشي مية بالمية.. ضحكت ساخرا وشكرته، وخرجت من عنده مثل القط المكبوب على راسه طبيخ، متمتما “يعني المشكلة عندك.. مش عند المية ولا بالبلدية.. بس إنت إمتنح وما بدك واسطة.. يارجل الواسطة بتوكل القانون.. مثل ما الحمار إلي أكل الدستور.. جرب راجع رابطة الفنانين والفنانات الأردنية..” وخذوني يا جماعة.. على قد فهمي.. إلي إمخليني تيتي.. تيتي.. بين الميه والبلدية..؟!