إلغاء الجسيم من التقاعد العسكري خطأ جسيم / د حسين العموش

إلغاء الجسيم من التقاعد العسكري خطأ جسيم / د حسين العموش

إن صحت المعلومات التي تحدثت عن توجه لتعديل قانون التقاعد العسكري وإلغاء تدريس أبناء المتقاعدين من القوات المسلحة للدراسات العليا. فإن الحكومة بذلك تكون أخطأت خطأ جسيمًا.
معروف أن العسكري المتقاعد يستطيع وفق القانون الحالي تدريس أبنائه حتى الدكتوراه على حساب المكرمة الملكية السامية. تقديرا لفئة العسكر الذين يحرسون الحدود في أحلك الظروف صعوبة وخطورة، ويحملون أرواحهم على اكفهم ويخاطرون بحياتهم ويفتدون وطنهم بالأرواح بالفعل لا بالقول.
المتقاعدون العسكريون وأبناؤهم يجب أن تعزز كرامتهم وان ترفع رواتبهم بالخدمة وبالتقاعد، وأن تزيد امتيازاتهم وترفع مكافآت أبنائهم في الجامعات.
مشكلتنا في الوطن بأولئك المتباكين على مصلحة الوطن، وينظّرون علينا صباح مساء بنظريات أكاديمية مستوردة من الخارج تتحدث عن فرضيات التوفير والخصخصة ومصطلحات ربما لا يفهمونها، لكن حين يتعلق الأمر بتعيين أبنائهم فإنهم لا يقبلون إلا التعيين في وزارة الخارجية، أو الداخلية، أو التخطيط، أو بالعقود الشاملة.
اتقوا الله، لم يبق للمتقاعد العسكري سوى الجسيم، ودعواتكم بالتوفير على الخزينة اعكسوها على أنفسكم وعلى أبنائكم،واختصروا من سيارات المنازل والزوجات والبنات، والسفرات.
استغرب من بعض مسؤولينا للأسف حين انظر الى بذخهم وبرستيجهم، وكأنهم يعيشون في عزلة عن الوطن وأبنائه، واستغرب أكثر من البعض حين يكذب الكذبة ويصدقها.
ابتعدوا عن أبناء العسكر، اتركوهم يدرسوا الدكتوراه لعلهم يعوضون آباءهم المنهكة أجسادهم من حمل رشاش الخمسمية على الحدود وقت كنا ننام ليلنا الطويل، بكل سكينة واطمئنان.
اتركوهم يعوضوا أمهاتهم الصابرات القابضات على جمر محبتهم للجندية حين يغيب الأب في مناورات ومناوبات وسفرات لحفظ السلام خارج الوطن، فتكون الأم هي الأب وهي الطبيب.
اتقوا الله في الوطن، جنودًا وعسكرًا، وضباطًا، وضباط صف.
أنحني لكم تقديرًا، وأقبل اياديكم الطاهرة القابضة على أخمس الرشاش.
أقولها لكل جندي ولكل متقاعد بالأردني الفصيح، تلك اللغة التي لا يفهمها غيركم: «لا تواخذونا».