بطلت تفرق ../ علي الشريف
ربما لم يعد هناك وزيرا في الحكومة الا واطل علينا بتصريح يقول فيه ان المواطن يشهد ظروفا اقتصادية صعبة خلال العامين القادمين… ولم يتبقى الا ان بيرفعوا الاسعار عن العامين المقبلين منذ الان.
انا لا اعرف كيف ستكون نسبة السوء خلال القادم من سنوات فانا كمواطن الان اقف عاجزا عن دفع ابسط التزامات حياتي واقف اعجز ما اكون امام ابنائي حين يطلب احدهم بلوزة للشتاء او جاكيت .. وربما ساكون اشبه بالمشلول اذا ما حاولت شراء كاز لصوبة الفوجيكا التي بلغت من العمر عتيا…
هل مررنا باسوا من هذه الظروف على امتداد اعمارنا .. انا لا اذكر للان حتى خلال سنوات القحط والجفاف وحتى خلال ايام اشتاء والثلج لم اشاهد اسوا من مثل ما نمر به الان على صعيد المواطن بينما انا متاكد ان الحكومة باسعد حالاتها فالذي ياكل العصي ليس كمن يعدها…
عن اي سوء يتحدث الوزراء …عن اي اعوام قادمه اذا كنا انتقلنا من فترة سنوات ابو زهير الاربع الذي وعدنا بالسمن والعسل انتقلنا الى جوع اكثر وفقر اكبر… ووصلنا الى شهور ابي فوزي الثمانية فامتلانا بالعوز والقهر ليقال لنا خلال سنتين..
صابرون نحن متاكلون… لا نريد سمنا ولا عسل .. نرضى بعوزنا وبفقرنا…نرضى ببردنا…. نقبل ان نغير قمصاننا كل اربعة سنوات مرة … ولا نريد منكم شيئا فقط نحن نسمع عن فساد ونسمع عن فاسدين كل ما نريده ان نتاكد ان ما نسمعه صحيح او كذبا…فان كان صحيحا حاسبوهم وان كان غير صحيح حاسبوا من اتهم الناس ..وانا متاكد سيحاسب الناس.
فلتم لنا يا سادة لن نرفع الاسعار وكنتم صادقين لم ترفعوها انما رفعتم عليها الضرائب …قلتم لنا لن تمس الطبقة الوسطى وكنتم صادقين فهي انتهت … حدثتمونا عن الازدهار وكنتم صادقين فلم تزدهر الا المحاكم بقضايا الشيكات ..حدثتمونا عن الحرية والديمقراطية ..علي الطلاق انا صدقتكم بس ما بعرف عن غيري…
حدثتمونا عن الاعلام وسقفه المرتفع … فاصبنا بمقتل …واصبحت اللايك تسبب لنا الارق…حدثتمونا عن العاصمة الجديدة والاحلام الوردية وصدقناكم ثم حدثتمونا عن الخمسة البررة وكان الامر مزحة …
لا نريد منكم شيئا فنحن مستعدون ان نصبر لعامين وثلاثة اشهر وخمس ايام لكن ما هو الضامن ان لا نسمع بسنوات عجاف اخر…هل عندكم ضامن اشك في ذلك ..ومن باب اولى افعلوا ما تريدون ..وخلونا ناسيين …مهي بطلت تفرق فوق الارض ميتون وتحت الارض ميتون ..الفرق الوحيد فقط بالعدل …الذي سيكون تحت الارض والله ارحم الراحمين.