1win login1win aviatormostbet casinoparimatchaviator1win onlinelackyjetmostbetpin up1win aviator1 win casino1 win1winmost betpin up casinomostbet casinopin up indiapin up casino indiapin up india1wınlucky jet1win kz1wınpinupmosbet aviator4rabet pakistanpin-upmostbetparimatchlucky jet casinomostbet casinopinupmostbet4rabet casinomostbetmostbet aviator login1win slotspin up azerbaycan1 winaviator4a betmostbetonewinpin up1 win4r betmosbet casinomostbet kzlucky jetmostbetlucky jet

تأملات في رواية (الأقدام السوداء) للأديب «محمد فايز حجازي»/ للناقد زكريا صبح

كنانة نيوز –  ثقافة

تأملات في رواية (الأقدام السوداء) للأديب «محمد فايز حجازي»

بقلم الكاتب والناقد زكريا صبح

فتح الصورة

الأديب محمد فايز حجازي

قليلة هى الروايات التى ننتهى من قراءتها فى بضع ساعات مهما كانت صفحاتها قليلة، فما بالك وصفحات روايتنا تقارب الثلاث مائة صفحة، ومع ذلك فقد أجبرتنى على الانتهاء منها فى نهار واحد تخللته استراحات كثيرة، ولا شك أن مرجع الانتهاء من القراءة فى هذا الوقت الوجيز -على الاقل بالنسبة لى – حيث احب ان أرتوى وأتروى فى قراءة الروايات وأتأمل وأراجع وأعيد ترتيب العالم الروائى فيستغرق ذلك منى وقتا طويلا، أقول ان مرجع سرعة انتهائى من قراءتها انما لانك هذه الرواية الطويلة نسبيا ستجد نفسك تلتهم الأسطر والصفحات فى سهولة ويسر كمن يأكل قطعة من الجاتوه فلا يملك إلا أن ينتهى منها.

الأسلوب: 

سلاسة اسلوبية خالية من التقعر والفذلكة التى ينتهجها البعض مراوغا لقارئه على أمل انتزاع أهات الاعجاب منه، لكن محمد فايز حجازى انتزع الاهات نفسها بمنهج البساطة والسلاسة وانسيابية الحكى كأنه ينقل الاحداث من مرآة امامه ليعيد صفها فى سطور روايته، وكأنه يستمع لصوت الراوى الذى لم يصمت لحظة واحدة حال كتابته الرواية، لذا انتهيت منها فى بضع ساعات قلائل من المتعة والانغماس فى عالم قلما يتطرق اليه كاتب. 

مسرح الأحداث: 

هناك فى أقصى الغرب فى صحراء الجزائر تقع معظم أحداث الرواية، حيث يذهب البطل وهو مهندس بترول للإشراف على مشروع كبير لاستخراج البترول من الصحراء الجزائرية، والبطل لم يذهب وحده بل اصطحبنا معه راسما العالم بكل تفاصيله حتى بتنا كأننا جزء منه، تعلمنا من خلاله كيف يستخرجون البترول، رأينا وعايشنا العملية من الفها الى يائها.

حرفنة الكتابة: 

بصبر ودأب وروية رسم شخصياته خارجيا وداخليا ، لون العيون ، لون الشعر، لون البشرة، طول الشخص، نحيف ام سمين، شرير ام خير، ورسم الطريق متربة ام ممهدة، طويلة ام قصيرة، امنة ام مخيفة، مرر الحكاية فى سلاسة مدهشة قابضا على روح القارئ قبل عينيه حتى يتم الحكاية مرر الرسالة بغير مباشرة او تعمد، فى هدوء من غير صخب مفتعل ولا حماسة مفرطة ولا ادعاء كاذب

تركنا نفكر كيف يسرقون الاوطان ؟ 

القى الينا اطراف خيوط لو تمسكنا بها لاوصلتنا الى الذين يمتصون دماء الشعوب بعد ان يسطون على ثرواتهم خاصة البترول الذى هو عصب الحياة المدنية المعاصرة 

لم ينس ان يمهد لروايته بحديث شيق عن تاريخ اكتشاف البترول واين مكانه الاول وكيف تم تطوير استخراجه وكيف سطا الاشرار عليه ليزداد تحكمهم فى مصير العالم واذا الح عليك السؤال عن هويتهم ستجد الاجابة قرب النهاية فى ص ٢٣٥ فى الفقرة الاخيرة منها حيث يقول عن اولئك الذين يرغبون فى السيطرة على العالم ( انهم ابعد شرا وشراسة مما قد يصل اليه خيالك ، احفاد الشيطان وحلفاء الدجال، قذرون لا يتورعون فى سبيل غايتهم عن القتل وشرب دماء الابرياء زلفى وقربى لسادتهم الابالسة، يتعاطون كل الرزائل ويأتون التدليس والسحر والشر كما يتنفسون  

هل بعد ذلك من سائل ؟

اظن اننا جميعا نعرفهم

القضية الوعاء الذهبي للكتابة: 

يعجبنى الكاتب صاحب القضية الذى يجعل من روايته وعاء ذهبيا ، كما اللغة التى هى وعاء الفكر، فالرواية عند مثل هذا الكاتب هى وعاء لموضوعه وقضيته، ولغته هى وسيلة عرض القضية امام القارئ، ومحمد فايز حجازى له لغة سلسلة مثل نهر هادى يسير بيسر وتؤدة فى اتجاه واحد ، لغة تحمل القارئ على قاربها وتسير به الهوينى على سطح قصته ، فيرى بهدوء ومتعة العالم الذى يرسمه، لغة مثل جدول ماء رائق لن يستوقفك فيه حجر عثرة، فقط عليك بمجداف عينيك ضعه على الاسطر الاولى لتجد نفسك وصلت للمصب او ربما للنبع.

الحكاية: 

ولان الحكاية هى جوهر الرواية فانك ستجد نفسك منغمسا لاذنيك مع البطل متعاطفا معه متوترا لاجله فى لحظات الخوف والاضطراب، مساندا له فى لحظات الضعف والانكسار، سعيدا معه فى لحظات الحب والانتصار، كل الشخوص التى رسمها لنا الكاتب عرفنا اليها ورسمها جلية امام عيوننا فيما عد داليا، وقد تسألت لماذا لم يصفها لنا طولا وقواما وبشرة وجمال عينين وغيرها من الصفات الجسمية التى حرص على ذكرها فى كل شخيصات العمل، وعرفت الاجابة عندما تابعت لحظة الحب الاولى بين البطل المهندس حسن عبد الكريم والبطلة داليا بن بركة حيث قلت فى نفسى كان محقا فى الغيرة عليها، واكتفيت بصفاتها المعنوية وارتويت من فرط جمال روحها، وانتشيت من من عسل رضابها، وهمت معهما فى لحظات العشق العلوية متمنيا لهما بيتا سعيدا يجمعهما. 

الحوار: 

لن تضبط الكاتب متلبسا بجملة عامية حتى فى حالات الحوار وما اكثرها، فصحى بسيطة سلسلة، تقترب من افهام كل من يقرأ العمل وحوارات غير مبتذلة، ساعدت فى تحريك الحدث ودفعه الى الامام ، 

واذا كانت الحكاية هى جوهر الرواية فان الحبكة هى المزية الكبرى للحكاية، ولا تكون الحبكة بغير تشويق واثارة، وهذا ما فعله الكاتب معنا، الحكاية تتلخص فى مهمة قام بها البطل فى قلب الصحراء لاستخراج البترول فيكتشف ان هذه الشركة التى هى احدى اذرع اصحاب الدجال تراوغ البلد التى تعاقدت معه وتعبث بزاوية الميل فى حفر البئر بحيث تسطو على بترول ليس من حقها فلما اكتشف المهندسان المصريان ذلك وعارضاه حاولت الشركة التخلص منهما وهنا انحبست الانفاس حتى قبيل النهاية بقليل، ظل يلعب معنا لعبته الفنية ما جعلنا فى لحظات تشويق متتالية.  

قيمة الرواية: 

الرواية الكبيرة قيمة هى تلك التى تتسم بالتماسك، ولعل الزمن يلعب دورا مهما فى ابراز هذا التماسك، وفى الرواية التى بين ايدينا نجد ان احداثها الرئيسية دارت فى زمن محدد، وهى الفترة مابين الاستغناء عن عمل البطل فى القاهر ثم ذهابه الى الجزائر ثم العودة الى القاهرة مرة اخرى زمن مهما طال فهو قصير ومحدد، ما جعل الرواية متماسكة تماما تقبض على شغف القارئ ولا تفلته، وربما كان من سبيل التجريب ان قام الكاتب بكتابة ما يشبه التمهيد للرواية فى ما يقرب من ستين صفحة عرفنا فيها الى بنسلفانيا حيث اكتشاف الحفارات واستخراج كميات كبيرة من الزبت بديلا للطرق التقليدية التى كانت تعتمد على عصر البطاطين التى تتشرب الزيت الناشع على سطح الارض، وكذا عرفنا الى لحظة اكتشاف البترول فى مصر وأيضا اللحظة ذاتها فى الجزائر  

ثم وضع نهاية ستحدث ربما بعد نيف وعشرين عاما من زواج حسن وداليا وانجابهما لشاب سيكمل هو ما بدأه ابوه ، تمهيد فى البداية سبق زمن الرواية المحدد ، ونهاية مفتوحة على عام قادم لم يحدده لنا الكاتب

مقطعان اثنان كانا نصيب داليا كى تحدثنا عن نفسها بينما استأثر حسن باعتباره راويا عليما مشاركا بخمسة وخمسين مقطعا سرديا  

تهنئة من القلب واجبة على هذه الوجبة الفنية الدسمة التى منحنا الكاتب اياها.