لم يكترثْ ” بيدبا ” لحرقِ قراطيسِه يومَ رأى الخوفَ الجاثمَ على صدورِ أهلِ القريةِ ، فأحضر محبرتَه يغمسُ اليراعَ فيما تبقى من حبرٍ ؛ ليكتبَ للملكِ ” دبشليم” يحكون في غابتِنا يحكون في شجنٍ عن أرنبٍ شابٍ في وادي الأرانبِ ، كان ذلك الوادي مطمئنًا تزرعُ الأرانبُ الخسَ والجزرَ يكفيهم ، يقضون يومَهم في عملٍ وكدٍ ؛ فلا يعرفون عن الغابةِ شيئًا فنادت سيدةُ الأرانبِ في الوادي
– الصغارُ أصابهم المللُ والكبارُ اعتراهم الكللُ
– وماذا تقترحين ؟
– نأتي بقرودٍ تطوفُ الغابةَ نهارًا ، وفي المساءِ نتجمعُ عند الشجرةِ الكبيرةِ تحكي لنا القرودُ أخبارَ الغابةِ ؛ فتبددُ كللَ الكبارِ وتأتي بحركاتِها البهلوانيةِ فتسلي الصغارَ، ونمنحُها في المقابلِ الخسَ والجزرَ
– نِعمَ الرأي
بعدَ عملٍ وكدٍ ينقضي النهارُ تتحلقُ الأرانبُ عندَ الشجرةِ الكبيرةِ تعلو ضحكاتُ الصغارِ لرقصاتِ القرودِ البهلوانيةِ ، وبعدَ أن تنامَ تحكي القرودُ للكبارِ أخبارَ الغابةِ يسعدُها ما تنالُ من خسٍ وجزرٍ ، وتمضي الحياةُ في وادي الأرانبِ ..
وذاتَ يومٍ تأتي الضباعُ تطلبُ الجوارَ من الأرانبِ فترحبُ بها وتقدمُ لها الخسَ والجزرَ ، يهمسُ كبيرُ الضباعِ إلى قبيلتِه
– نحن لا نأكلُ الخسَ والجزرَ
– إذنْ نهجمُ على الأرانبِ ونأكلُها
– هذا لا يضمنُ لنا الطعامَ سوى يومٍ واحدٍ فقط ؛ لأنَّ الأرانبَ حتمًا ستهربُ ، ونحن نريدُ أن نؤمنَ لأنفسِنا مصدرَ طعامٍ متجددٍ
– وما الحلُ إذنْ ؟
– اتبعوني أقل لكم ما تفعلون ؟
وبينَما الأرانبُ منهمكةٌ في العملِ ، يشقُ صوتُ كبيرِ الضباعِ واديهم وقد أمسكَ بأرنبٍ محترقٍ
– أيتها الأرانبُ لقد حلَّ على الغابةِ تنينٌ يقذفُ بنيرانِه الأرانبَ فيحرقَها
ينتابُ الأرانبَ الرعبُ تكادُ قلوبُها تنخلعُ من الهلعِ
– لا تخافوا سوف نحميكم من نيرانِ التنينِ على أن تؤمنوا لنا الغذاءَ اليومي