حوار مع أحد اقدم حدادي مدينة إربد ” بسام حداد “

كنانة نيوز –

بكر محمد عبيدات –

ألان الحديد بعزم وإصرار , حتى غدى طيعاً بين يديه , يشكله كيفما يشاء , وفي اي قالب يريد , تمكن من تسطير اسمه في مجال الحدادة  , عبر عشرات السنوات من البذل والعطاء لتأمين رزقه ورزق عياله , ويضمن لهم باذن الله عيشاً كريماًُ , تلك هي قصة أقدم حدادي سوق الحدادة القديم في مدينة اربد بسام يوسف الحداد , ولعله إكتسب المهارة والحنكة في عمله من إسم عائلته التي لها جذور في عمق التاريخ .

مبيناً بأنه مضى على عمله في مهنة الحدادة العربية ما يربو على الخمسين عاماً , وانه تعلم هذه المهنة من خلال عمله بالحدادة مع آخرين , بعضهم لا زال على قيد الحياة , وبعضهم الآخر غادرها راضياً مرضياً .

الحداد ” حداد ” اشار في لقاء اجرته معه كنانة نيوز الى ان كافة القطاعات الصناعية والتجارية والمهنية والحرفية طالتها يد التطور والتغيير , سوى مهنة الحدادة العربية , التي حافظت على كينونتها , ولم تسمح لآلة التغيير والتحديث ان تجري فيها شيئا , وأنها بقيت المهنة العصية على التغيير والتطوير, ولا زال من يعمل بها يستخدمون الأدوات التقليدية التي توارثوها من زمان بعيد , بعكس مهنة الحدادة الأجنبة التي تطورت بصورة سريعة ولدرجات عالية .

لافتاً الى انه كان في زمان ليس ببعيد في سوق الحدادين بوسط المدينة التجاري وبالقرب من مجمع سفريات اكثر من 15 حداداً يعملون في مهنة الحدادة العربية , الا أن عددهم الآن لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة , لأسباب عديدة منها : وفاة الحدادين , وعدم رغبة ابنائهم بتجديد المحال التجارية التي كان يشغلها آبائهم , وان بعض الابناء يرفضون لأسبابهم الخاصة ان يعملوا بهذه االمهنية القديمة كونهم قد حصلوا على شهاداات علمية في الطب والهندسة وغيرها من التخصصات التي لا تتناسب ومهنة الحدادة عربيها وأجنبيها .

وأوضح الحداد حداد الى انه لا زال يستخدم الأدوات القديمة التي كان بها يعمل منذ عشرات السنوات مثل : الرداد والسكك والصاجات , لافتا الى انه يحضر المواد الأولية من الحديد من مخلفات البناء او من مصانع الحديد وغيرها من الاماكن , ويقوم بتشكيلها وتصنيعها حسب ما يريد المواطنين ويطلبون .

وحول إقبال المواطنين على شراء حاجياتهم من الحدادة العربية , بين الحداد بأنه في الآونة الأخيرة انخفض الطلب على هذا النوع من الحدادة لدرجات عالية , وانهم يواجهون صعوبات كبيرة , خاصة في ظل التطورات التي طرأت على الحدادة الأجنبية الإفرنجية .

واضاف الى انه يخشى ان تندثر هذه المهنة من الأسواق المحلية , خاصة وأن العديد ممن يعملون بها يصنفون من كبار السن , ولفت الى أن ضعف الاقبال من قبل المواطنين على محال الحدادة العربية بسبب ان العديد من المواطنين , وبعد أن يتقاعدوا سواء من الأجهزة العسكرية او المدنية , يقومون بفتح محلات حدادة عربية في مناطقهم التي يسكنون بها , وبالتالي فإن المواطنين القريبين من هذه المحال يفضلون الذهاب اليها ,عوض ذهابهم الى محال الحدادة في مدينة اربد ,مما يوفر عليهم الوقت و الجهد والمال .

وختم الحداد ؛ حداد حديثه لكنانة نيوز بأنه رب لأسرة مكونة من 4 أبناء , إبنتان وابنان , وجميعهم بفضل الله حاصلين على شهادات عليا في المجالات الطبية والهندسية .