1win login1win aviatormostbet casinoparimatchaviator1win onlinelackyjetmostbetpin up1win aviator1 win casino1 win1winmost betpin up casinomostbet casinopin up indiapin up casino indiapin up india1wınlucky jet1win kz1wınpinupmosbet aviator4rabet pakistanpin-upmostbetparimatchlucky jet casinomostbet casinopinupmostbet4rabet casinomostbetmostbet aviator login1win slotspin up azerbaycan1 winaviator4a betmostbetonewinpin up1 win4r betmosbet casinomostbet kzlucky jetmostbetlucky jet

الثقافة ونشر الفضيلة / د. إبراهيم علي الطيار 

كنانة نيوز –

الحلقة الرابعة
الثقافة ونشر الفضيلة
(سلسلة مقالات في الفكر والتفكير والثقافة)
الدكتور إبراهيم علي الطيار 
إن لكل شيء في الطبيعة جانبيه الإيجابي والسلبي، وحتى لو كان متعادلاً في طبيعته إلا أن التوزيع الطبيعي للأشياء والبيانات والسلوكيات يحتمل وجود نسبة من البُعد عن المركز نحو الأطرافولو بنسبة بسيطة، وإن لكل قاعدة شواذ ولكل شيء طرفين يتضادان في الموقع أو في الطبيعة، مما قد يزيد من الجمالية ويكسر الرتابة ويسهل على العقول التمييز ما بين السيء والأفضل.
وما سلوك الإنسان الذي يُعبر في الأصل عن الثقافة التي يتبناها، إلا نتاج ما يعتقد وما يترسخ من في دواخل نفسه من مبادئ وأفكار مختلفة، ولكون الثقافة هي سلوك يرتبط بما يتبنى الشخص فلا يمكن تحديدها بضوابط خاصة ، بل إن هذه الضوابط هي أمر مرتبط بالفرد أو بالفكر السائد في المجتمع، مما يدل على أن الثقافة بالأساس تعمل في مساحة حرة وفي فضاء رحب من المعتقدات والأفكار، ولكن ذلك قد يتحول في وقت من الأوقات إلى شكل من أشكال عشوائية بسبب الفراغ الفكري أو تدني القيم في المجتمعات ولدى الأفراد.
حيث تتنوع أشكال وصنوف الثقافة في موروث الشعوب وحاضرها، اذ لا يوجد شعب من شعوب الكرة الأرضية إلا وله مفاهيم ثقافية وسلوكيات تنبثق عن هذه المفاهيم تميزهم أو تجمعهم مع غيرهم من شعوب العالم، فكما أن الثقافة عبارة عن سلوك مميز يبنى على قاعدة فكرية شائعة أو اعتقاد سائد فهي بنفس الوقت حالة حضارية يعتقد مروجوها أنها الأداة القادرة على النهوض بالمجتمع وبالأفراد وتحقيق الرفاه والتطور لهم في المجالات المختلفة.
ولو حاولنا استعراض ثقافات الشعوب المختلفة على مر الأزمان لنجد أنها جميعاً وباعتقاد أصحابها تمثل زورق النجاة لهم من العديد من التحديات التي يواجهونها فأصحاب الثقافة المادية يجدونها هي المنقذ لهم من حالة التردي المعاشي، أما أصحاب الثقافة الروحية والمبدئية فهي حسب اعتقادهم المنقذ لمجتمعاتهم من حالة التردي القيمي وإتباع الشهوات والمادية المفرطة وهي التي تعيد للأفراد والمجتمع حالة التوازن الذي يفتقده جراء تغول المادية على الجوانب الاخرى.
ومع كل ذلك فإن ثقافات الشعوب تدعو دائماً إلى الفضيلة بحسب ما يرونه من وجهة نظرهم، وما الفضيلة التي تناقض الرذيلة إلا مصطلح يُعَبرُ عن أرفع درجات الفضل أو الإحسان ابتداءً بلا علة، فهي استعداد الفرد الطبيعي لتقديم الأفضل دائماً وسلوك طريق الخير، وإن أي ثقافة فردية أو جماعية لا تدعوا إلى الفضيلة ولا تعمل لتحقيقها ولا تحفز الناس عليها هي ثقافة هدم وتدمير، إذ لا بُد أن تسهم الثقافة في نشر الفضيلة وترسيخ القيم السامية لدى الألإراد والمجتمعات من خلال بناء وإصلاح الجذور الفكرية بالتزامن مع تقويم الفروع وتدريبها على فعل الخير وخدمة البناء الفكري العام للفرد والمجتمع، فالخيرية التي امتازت بها الأمة الإسلامية جاءت من دعوتها للخير ونهيهاعن المنكر والرذيلة.
ولا شك أن إنتشار الرذيلة بمفهومها العام والخاص هو أمر يدل على الضعف الذي طال جوانب التربية والقيم وتحديد الأهداف والسعي لها، مما يستوجب إعادة التوجيه والإصلاح، ويستوجب كذلك دراسة المشكلة ومعرفة أسبابها والعوامل المؤثرة فيها من أجل إيجاد الحلول الناجعة والمناسبة لها، حيث إن الرذيلة الفكرية والسلوكية قد تنتشر وتسود الأفراد والمجتمعات التي تفتقد إلى الهوية والبوصلة التي تحدد الهدف وتوجه العقول إليه، وما حالة التردي الفكري الذي نعاني منه وحالة ضياع الهوية والهدف والإنسياق وراء أي فكر دخيل أو فارغ إلا نتاج انتشار الرذيلة الفكرية.
وما الدعوة للفضيلة واتباعها في كافة المجالات الذاتية والمحيطة إلا واجب دعت له الأديان والشرائع الربانية وثقافات الشعوب المختلفة، لأنهم ايقنوا بأن الفضيلة هي سبيل النجاة والتحضر ولأنها سلوك يتسم بالرقي ويتوافق مع سمو في الفكر والمبدء، فكلما زاد البعد عن الفضائل قصُرت المسافة نحو الهاوية والدمار، وإن أي ثقافة مهما كانت تنأى بنفسها عن الفضائل المختلفة هي فراغ يصدر صوتاً كعجل السامري يبهر البعض لفترة زمنية محدودة ثم يكون نسياً منسياً مصيره الفناء.

الدكتور إبراهيم علي الطيار في 28/ 4/ 2023م