قصيدة “ما تسرّب من شطآنها ” للشاعرة التونسية سليمى السرايري

كنانة نيوز – ثقافة –

قصيدة “ما تسرّب من شطآنها ” للشاعرة التونسية سليمى السرايري ..قصيدة مفعمة بالحس الوجداني الإتساني ، وهي نمظ جديد في تجاربها الشعرية ، فالقصيدة تحفل بالسيولة التعبيرية ،المنظبطة لغوياً وعاطفياً ،تبدو القصيدة كأنها رسائل بوح منضبط ، ولكن من دون أن تقع في الميوعة العاطفية أو التفجع ،هناك حدس داخلي يبقي القصيدة في الحيِّز المتوتر للشعر الإنساني النظيف .

قصيدة “ما تسرّب من شطآنها ”
للشاعرة التونسية سليمى السرايري
……&…….
الآن، أعلن للمراكب
عن موجات مختبئة تحت ثوبي القرمزي
تفكّ أزرار البياض المعتّق
قبل ان تلتقي بغزالتين شاردتين
في تهوج حميمي الملمس
آهة تسرّبت فجأة من شطأنها
تطرّز الأفق بالسماء
وتملأ غيمات العشق بالأصداف

هل قلتُ أحبّك ملء الاشتهاء؟؟
لا تلمني إذن لو صار جسدي فاكهة نبيذ
لا تلمني ، لو اعتصرني الشوق عنباً
وتمددتُ في عري التكوين شهقة
لن أسدل ستائر حضورك
ولن اقيم داخل قوانين القبيلة
انا هنا وطنا مشرعا على غاباتك
لا حدود لعينيك حتّى الأسر والذوبان
متناسقان تماما داخل الجنون
رغبة عمياء تقفز دون تعثر
تدرك طريقها إلى دائرة الإحتراق

ها انت كبير جدا فيّ
مستمرّ في الطوفان
وانا زنبقة غريبة تحمل مياه بحرك
وتتدفق بالينابيع كلّما توغلت
كانّي آخر المواسم
آخر خصر ينبت منه القرنفل
أريجه يعبرُ أسوارك

تسألني نصف مغمض
عن طقوس الامازيغيات اللواتي
غسلن انوثتهن في تجاعيد النهر
ومشّطن شعورهن بأسنان الليل
تسالني عن نبيذ النخيل المصفّى
كيف اصبح اكثر حلاوة
يُسْكَرُكَ كلما دنوتَ اكثر
تُفرغُ كؤوسك حد الثمالة
ترفعُ راية العاشقين
وتسند عينيك على غرقي….وارتباكي

كنتَ تعرف انني لا أجيد الكلام
حين تنعطف بجسدي
وترفعني في السكون المذهل
كطائرة ورقية
أتجدّد في سماكَ
أغنّي
أرقص حافية الوجع
فنمضي معا رعشة و يماما….