21
كنانة نيوز – مقالات –
الحقيقة لا محالة ظاهرة
راتب عبابنه
لله در الحقيقة ما أروعها وما أعظمها عندما تزيح الغبار الذي تراكمه الريح بفعل الزمن. فالغبار مهما طالت تغطيته لما تحته لا بد أن تهب ريح يوما لتزيله وتتضح معالم ما كان يخفي.
فإن حسنا فبه وإن سوءا فبه أيضا. وبالحالين نكون أمام الحقيقة التي تم تغييبنا عنها بفعل الغبار. بحال تبين أنها خير، فذلك من طبيعة الأمور وأما إن كانت غير ذلك، فذلك مخالف لطبيعة الأمور وعندها يستوجب الأمر محاولة التعديل والتصحيح ليبدو الأمر طبيعيا ومقبولا.
بعد هذا تتفاجأ بمن لا يريدوا للغبار أن ينزاح لحرصهم على بقاء الحقيقة المؤلمة مخفية وحتى يضمنوا عدم محاولة المصححين أن يصلحوا الأخطاء بعد معرفة من صنعها ويقف خلفها وعمل على إدامتها.
فالحقيقة تؤلم من يخفي الخطأ ويمارسه، لكنها ترفع من شأن من يسلك الطريق القويم. وإن سكت الأخير على الغبار فهو لا يأبه إلا لصنع الصواب فلا يعطي بالا إن هبت الريح أم لا.
ويسألونك لماذا أنت هكذا؟؟ فأجيبهم أصبحت هكذا بفعل الأمور والحقيقة التي تتحدث عن نفسها فانكشف ما كان يغطيه الغبار. فهل تريدون أن أفترض أن الغبار لم تأت عليه الريح بعد؟؟!! عجبا أليس هذا تعطيل للعقل والسمع والبصر وقد ميزنا ألله بالأولى عن باقي المخلوقات؟؟
حمى ألله الأردن والغيارى على الأردن وآلله من وراء القصد.