حمزة الرفوع سخر جل وقته لخدمة بيوت الله وكبار السن

كنانة نيوز – كتب الاعلامي ممدوح السعودي رسالة لايقونة العمل التطوعي في محافظة الطفيلة حمزة الرفوع الذي سخر جل وقته لخدمة بيوت الله وكبار السن.
 صديقي “حمزة” لن أكتب عنك ولكنني سأكتب إليك، لأنني لم أبلغ من الكتابة المستوى الذي بلغته بعطائك التطوعي والإنساني والخيري ومبادراتك وتسخير جل وقتك لخدمة زوار بيوت الله سيما كبار السن – والذين هم اباؤنا وأجدادنا- فضلا عن اسهاماتك في خدمة المجتمع المحلي بجميع فعالياته، ولم أصل إلى ما أنت عليه من طرائق الحياة وسلوكياتك الأصيلة والنهج الذي تتبعه في تعاملاتك اليومية، ولن اقترب من الرقي الذي أنت عليه في التواصل المجتمعي الذي لا زالت البشرية تشهد تطورا وتحتاج إليه منذ كانت لغة الإشارة هي السائدة.
كيف لي أن أعبر عن جميع هذه الصفات التي وهبها الله لكم ؟، وهل سأنقل الصورة الحقيقية لما ميزت به نفسك وذاتك عن الأخرين؟، وهل لنا أن نقتدي بما أنت عليه؟ وهل مؤسساتنا تلتفت إلى مثل هذه المبادرات ليتم مأسستها وتعميمها كنماذج؟، وهل المجتمع قدم الدعم والإسناد لما تقوم به؟ وهل وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية تعتني بمثل هذا العمل الخيري، وهل مؤسسات المجتمع المدني ” جمعيات وأندية وبلديات” تنتبه إلى أهمية هذا الجهد وتدعمه، وهل الشركات الموجودة في المنطقة تترجم قانون الشركات الأردني الذي خصص نسبة من أرباحها لخدمة المجتمع المحلي؟.
ليس لدي ما أقوله لك يا صديقي العزيز فأنت سخرت كل حياتك لخدمة زوار بيوت الله، وبهذا العمل الخيري التطوعي حددت معالم طريقك واتقنت عملك وأصبح ممارسة يومية وسلوكا وعمل تتقنه وتحبه، فأنت تنشر بعطائك الحياة والأمل والحب والسعادة، وتتمتع بأعلى القيم والمثل الفضلى التي عبر عنها القرآن الكريم بقوله تعالى” فأما من أعطى واتقى” وفي هذا تقديم العطاء المطلق على التقوى رغم أهميتها، فأنت جمعت رضى الله ورضى الناس، وبهذا تكسب كل يوم صديقا وراضي كل الرضى عما تقوم به، كما أنك تتمتع بنفس مطمئنة التي من صفات أصحابها أنهم عابدون منيبون إليه متوكلون عليه راضون بما اعطائهم ورزقهم وقال تعالى ” وكفى بالله هاديا ونصيرا”.
ولكن هل تسمح لي يا صديقي أن أقول لك أنك أفضل مني لأنك خاطبتني وخاطبت كل من تواصل معك بلغة رائعة وبصفة استخدمها الأنبياء وهي “صديقي”، وأنك أفضل منا في تجسديك وتوظيفك لوسائل التواصل الاجتماعي بإتقانك مهارات التواصل التي أصبحت متطلبا لجميع الدول والحكومات بتوحيد نافذة التواصل ولغة الخطاب ودعم القضايا المحلية والدفاع عنها، لأنك عملت وعززت الهدف الأسمى لها في معرفة الشعوب والتعايش والتعارف، وليس كما البعض منا فقد سخرها في بعض الأحيان لتوجيه التهديد والوعيد والنقد والقدح.
وهل لي أن اطلعك “يا صديقي” على بعض مما نحن عليه لأننا على العكس تماما مما أنت عليه، فالبعض منا يذهب إلى عمله كل يوم وهو إما لا يحبه أو لا يتقنه أو استخدم طرقا وعرة للوصول إليه، والبعض منا أولاده يمضون سنوات ولم يزوروا الأجداد والجدات، وأصبح الجار منا لا يعرف جاره وقد لا يصل رحمه إلا في المناسبات، وبلغ بنا الأمر أن نخرج من الصلاة دون أن نبتسم لدى تلاقي النظرات وأنت تستقبلنا بالابتسامات، وللأسف يا صديقي نحن بهذا نخسر كل يوم صديقا ونسعى ونتقن حرفة كسب الأعداء.
أشعر في قمة السعادة يا صديقي وأنا أقول لك انت “أيقونة العمل الخيري والإنساني وسنديانة العطاء بلا مقابل”، لأن ما تقوم به يا صديقي من عمل خيري تطوعي إنساني أصبح ميزة تتنافس الدولة على تحقيق أعلى المؤشرات الدولية فيها بتخصيص نسبة من دخلها الإجمالي لتقديمها للدول والشعوب المنكوبة جراء الظواهر الطبيعية والحروب والأزمات، ولكنك يا صديقي تميزت بعطائك الشخصي، وواصلت عملك رغم ما نمر به ويمر به العالم والمجتمعات المحلية-بسبب جائحة كورونا وما تتطلبه من إجراءات احترازية- ، فنحن نفخر بأنك من رواد العمل الخيري وواصلت عطاءك اللامحدود ودائم التدفق، فهل هناك أجمل وأطهر من فيض محبتك وحرصك على ريادة بيوت الله؟، وهل هناك في الأرض أسمى من هذا العطاء وأفضل إنجازا واطيب ثمارا منه.
يا صديقي العزيز لقد عملت في مهنة التحرير والكتابة سنوات طويلة لم أشعر بالسعادة التي أشعر بها وأنا اكتب إليك، ولم اتحيز في الكتابة كما أنا منحاز إليك ، ولم أوظف مقالا أو وضعت فيه رأيا كما أنا أحفز تفكيري على انتقاء أفضل المفردات لأعبر لك عن أجمل ما تستحقه وما تهتم به.
اسمح لي يا صديقي أن أوجه من خلال هذه الرسالة دعوة إلى مؤسساتنا الحكومية والمجتمعية وعلى رأسها وفي مقدمتها وزارة الأوقاف لتقديم كل الدعم لك ، كما أدعو مراسلي الصحف والتلفزيون في الطفيلة أن يقوموا بالتركيز على النهج والنموذج الريادي الذي أنت تتميز به ونحن نفخر به، لك مني كل التقدير والاحترام والدعاء بطول العمر كما أتوجه بالشكر الجزيل لوالديك ومحبيك وأصدقائك.