دليل المعلم في المنهجية التربوية لتعويض الفاقد التعليمي/دراسة للمشرفة التربوية أسماء الكردي

كنانة نيوز – تعليم وجامعات – موسى النعواشي – قدمت المشرفة التربوية أسماء محمد الكردي من قسم الإشراف والتدريب التربوي في مديرية التربية والتعليم للواء بني كنانة دراسة علمية قيمة بعنوان .
” دليل المعلم في المنهجية التربوية لتعويض الفاقد التعليمي”
 
التعليم عن بعد كان خياراً وحيداً لمواجهة ما فرضته جائحة فايروس كورونا (covid-19) لإتاحة تفاعل سهل ومباشر بين المعلم والطالب لتأمين التعليم للجميع.
وانتقل التعليم من التعليم الوجاهي الجماعي إلى التعليم عن بعد الفردي عبر منصة درسك التي ارتأت وزارة التربية والتعليم بأنها خيارنا الوحيد, فما كان على الطالب إلا أن يتحمل جزءاً من مسؤولية التعليم مما فرض إعادة لصياغة دور كل من المعلم والطالب في عملية التعلم والتعليم.
وكان للتعلم عن بعد اعتبارات عديدة منها ضرورة وجود الأهداف الواضحة والتخطيط التشاركي والتنوع في وسائل الاتصال والتواصل والتحفيز والتغذية الراجعة والتقييم المستمر.
ويترتب على ما سبق ضرورة إدراك أن الطالب في فترة التعلم عن بعد فقد كثيراً من المحتوى التعليمي الذي يسمى بالفاقد التعليمي؛ وهو الدروس التعليمية التي تتضمنها المناهج ولم يتلقاها الطالب ويشار إليها أحياناً باسم
” ما فات من التعليم”.
أما تعويض الفاقد التعليمي الذي تحدث عنه وزير التربية والتعليم في أكثر من تصريح إعلامي؛ مسؤوليته تقع على عاتق جميع أطراف العملية التعليمية من المعلم والطالب ومدير المدرسة وأولياء الطلبة كذلك.
ويعرف الفاقد التعليمي بأنه توفير المزيد من الدعم / الموارد التعليمية والوقت لمساعدة الطلاب بحيث تشكل إضافة إلى ما يتعلمونه بهدف مساعدتهم على اللحاق بالركب وسد الفجوات التعليمية.
 
* دور المعلم في التفكير في الفاقد التعليمي
يتلخص دور المعلم في تحديد المعارف والمهارات التي تراجع مستواها عند الطالب في فترة التعلم عن بعد من خلال تطبيق استراتيجيات ملموسة لتحديد ودعم اللحاق بركب التعليم من جديد بمشاركة مدير المدرسة والزملاء المعلمين وأولياء أمور الطلبة والطلاب أنفسهم لأن مشاركتهم تعد أمراً بالغ الأهمية لإبقاء الطالب متحمساً ومشاركاً في التعلم عن بعد.
وينحصر التفكير في الفاقد التعليمي لدى المعلم وكيفية تحديده في:
1) تلخيص الجوانب الأساسية لتحديد الفاقد التعليمي.
2) تحديد المعارف والمهارات التي من المرجح تراجعها خلال فترة التوقف عن التعلم الوجاهي لفترة طويلة ببناء استراتيجيات ملموسة وداعمة.
وليساعد المعلم نفسه في التفكير فيما سبق؛ كان عليه التعرف على دوره الفعلي في التعلم عن بعد والذي يتحدد في مسؤوليته لإعداد وتحضير مهمات التعلم والتواصل مع طلابه ليصحح الأخطاء والاطلاع على حاجات الطلاب وتلقي التغذية الراجعة منهم، وخلق الدافعية لدى الطلبة ، وإزالة حواجز التواصل بإنشاء بيئة فاعلة للاتصال والتواصل بين الطالب ومعلمه والطالب وزميله. ليتمكن المعلم في المستقبل على تحديد مجالات التعلم التي يظهر طلابه فيها ضعفاً بسبب تفويت الدروس أو لصعوبة فهمها من خلال منصات التعلم عن بعد.
يبدأ المعلم حينها بطرح الأسئلة الآتية:
1) هل تقدم جميع الطلاب للامتحان في نهاية الفصل الدراسي؟
2) هل تعرفت على جميع الطلبة الجدد الذين لم يسبق لك أن درستهم؟
3) هل كان الفاقد التعليمي متساوٍ عند كل الطلاب؟
4) هل استخدمت استراتيجيات شاملة وواقعية حسب حاجات الطلاب؟
5) هل قمت بإعداد خطة واضحة؟ وهل تم تنفيذها وتقويمها؟
6) هل أعددت سجلاً خاصاً لحصر مدى تقدم مستوى الطلبة حسب قوائم معدة مسبقاً؟
استخدام التقييم التكويني لتحديد الفاقد التعليمي وتعويضه
يعد التقويم التكويني من أساسيات العملية التعليمية على شكل تمارين للطلاب للتحقق من فهمهم للمحتوى، ولتوفير معيار محدد للمعلم لتوجيه عمليه اتخاذ القرارات حول التدريس في المستقبل، وهي مفيدة أثناء التقييم الأولي لاحتياجات الطلاب الذي يجريه المعلم عند إعادة فتح المدارس.
 
يقوم التقويم التكويني على أربعة مراحل :
 
1- وضح:
حدد أهداف التعلم واكتبها بلغة واضحة وصديقة للطالب
2- استنبط:
الانخراط في فاعلية أو نشاط تعلمي وتوليد أدلة متوافقة مع أهداف التعلم، مع مراعاة الاحتياجات الفردية للطلاب وأنماط التعلم المختلفة.
3- فسر:
مراجعة الأدلة لفهم مدى تقدم الطلاب نحو تحقيق أهداف التعلم واستخدام الأدلة لتحديد الفجوة بين مستوى الطالب الحالي والمستوى المطلوب على أن تكون العملية مستمرة .
 
4- تصرف :
حدد الإجراءات المناسبة للمعالجة والتنفيذ، مع الأخذ بعين الاعتبار جاهزية كل طالب واهتماماته، وتقديم التوضيح الكافي للطالب حول ما يتعين عليه القيام به ضمن العملية التعليمية .
 
ومن الاستراتيجيات التي يمكن استخدامها كأداة لتنفيذ التقييم التكويني:
1) إستراتيجية KWL : والتي تتمحور حول ثلاث استراتيجيات على شكل سؤال؛ ( ماذا أعرف؟ ) ويوجه للطالب في مرحلة التمهيد للعملية التعليمية. ( ماذا أريد أن أعرف؟) ويوجه للطالب بعد مرحلة توضيح أهداف العملية التعليمية. ( ماذا تعلمت؟) ويوجه للطالب عند الانتهاء من العملية التعليمية وهو عبارة عن تغذية راجعة من الطالب ليتأكد المعلم من مدى تحقيقه للنتاج المطلوب.
2) زاوج وقارن : بحيث يجيب الطالب عن سؤالك ثم يقارن إجابته مع زميله، وهكذا . إما بالكتابة أو شفهياً.
3) تصحيح المثال : قدم لطلابك مثالاً غير مكتمل أو به خطأ ما؛ واسألهم عن كيفية تصحيحه.
4) بطاقات الخروج : تستخدم في نهاية الدرس للإجابة عن سؤال معين، يكتب على بطاقة ويقدمها الطالب قبل خروجه من الصف.
5) القصص والقصائد والرسومات : يقدمها الطالب حول موضوع معين يطلب المعلم مناقشته، حيث يتيح ذلك لهم فرصة للإبداع أثناء التحقق من فهمهم.
 
تذكر عزيزي المعلم عند عودتك إلى الغرفة الصفية :
حافظ دائماً على التباعد الاجتماعي بين طلابك .
قدم التغذية الراجعة لطلابك على الدوام .
حفز، تواصل بشكل إيجابي .
امنحهم وقتاً كافياً لإكمال المهمات المطلوبة .