40
وتمر الأيام ثقالا
بقلم : صافي خصاونة
وتمرُ الأيامُ ثقالاً …
تمرُ بدقائقها وساعاتها مُحمَّلةً بالصبر والدعاء والأخذ بالأسباب …
لقد كانت بطيئة وثقيلة لكنها كانت تحمل في طياتها بشائر الخير والنصر ،
كانت تحمل وعد الله للصابرين المحتسبين ( وبشر الصابرين ) …
نعم لقد كان صبر اربد ايام الحضر والعزل صبر المتيقن من الفوز والنجاح، صبر المؤمن بأن لحظة الخلاص آتية لا محالة وان انوار الفجر ستشُقُ أستار العتمة وغياهب الظلام …
كان الرهان على مدى الالتزام بالتعليمات والقرارات الحكومية ، فكسبت اربد الرهان وكانت النتيجة حصر بؤر الوباء ومن ثم السيطرة على تفشيه إلى أن وصل الأمر حد إيقافه والسيطرة عليه …
ان سلوك المواطنين في اربد ما هو إلا انعكاس لحضارتهم وثقافتهم والمستوى العالي من الإدراك الذي يتمتعون به ، فكان تعاونهم مع متطلبات المرحلة امراً فاق التصور بل انه كان مثالاً يُحتذى به …
لقد كان تعاون المواطنين في اربد مع متطلبات المرحلة نابعا من فهم حقيقي وإدراكٍ واسعّ بأن الوطن يمر فعلا بمحنة وانه لابد من تعاون الجميع للقضاء عليها وتجاوزها لينعم الوطن بعدها بالسلامة والعافية …
واليوم وقد تحقق وعد الله بالنصر وباتت بشائره واضحة ومعالمه بينة فإننا نسجد لله شكرا وتعظيما على قرب الخلاص من هذا البلاء وندعوه في علاه ان يعجل في انحساره وتخليص البشرية منه ليعود للأرض نقاؤها وطهرها انه سميع مجيب …