32
لا يُمكن إصلاح التعليم بين جدران مغلقة !
م . سليم البطاينه
&٠ إن ادخال التعليم في حلقة مفرغة أمراً في غاية الخطورة !!! فلم تعُد المدارةُ تنفع ويجب الإعلان رسمياً عن فشل جميع الخطط والاستراتيجيات المعنية بتطوير وإصلاح التعليم بالأردن ، ويجب إقامة صلاة الجنازةُ عليها
&٠ فالتعليم قد تحول إلى حقل تجارب للبنك الدولي وأشبه ما يكون بمثلث برمودا الشهير !!!!!! فقد أختفت فيه أضخم الميزانيات المالية ، ولَم تنفع الخطط الارتجالية في بعثُ الحياة فيه !! فهنالك تخبط واضح للعيان ، ففي كل فترة تُطرح سياسة معينة وفكرة معينة لكنها تفشل وحينها ننتقلُ إلى أخرى ؟ فالطلبة أصبحو حقل تجارب وأصبحوا يعيشون شرخاً في المدرسة والبيت !!! وأصبح هناك تباعُد يكبر يوما بعد يوم بين الأجيال
&٠ فجميع الحكومات عجزت عن اصلاح وتطوير التعليم سنة بعد اخرى ؟؟ فهنالك لجان تعملُ منذ عقود وتبحثُ عن اصلاح مفقود !!!!! فمنذُ عقود دخلنا تجارب ارتجالية أدت الى التخبط والاضطراب وأصبح علينا الاعتراف بالفشل !!!! فالتعليم ليس شُغل أشخاص ، بل هو أرق أمة بكاملها !! وما يصيبه تكون عواقبه وخيمة على الجميع !!!! فيجب عدم ترك التعليم لهوى فلان أو علان !!!
&٠ فالجميع يتحدث عن المشلكة لكنهم وللاسف لم يبحثوا عن الحلول الحقيقية ؟ فمشاكل التعليم خطيرة وكثيرة فإذا لم تُحل سنبقى نتخبط في واقع مُزري ومؤلم !!! فالنظم التعليمية الأكثر تطوراً هي تلك التي تصنع العقول القادرة على البحث لا التي تحشوا عقول طلابها بالغث والسمين !!! فالقضية هي قضية بحث عن المعلومة الصحيحة وتطويرها ، والتركيزُ على العمق في المضمون التعليمي وليس على كم المناهج والدروس !!!!!! فالهدف هو الكيف النوعي وليس الكم !!!! فأصلاح التعليم يجب ان يشمل محاور عديدة منها واهمها ( المُعلم والمدرسة والتلميذ والمناهج ٠٠٠٠ الخ ) ، فالاستثمارُ في الثروة البشرية هو الطريق الصحيح للتنمية والتطوير
&٠ وهنالك محاور اخرى وهي في غاية الخطورة ايضاً حيثُ ان البرامجُ والخطط تتغير مع كل تغير يقعُ في هرم وزارة التربية والتعليم ؟؟ فقد وصلنا القرن الحادي والعشرين وما زلنا ننظرُ الى التعليم المهني نظرة دونية وما زلنا نتجاهل دوره في احياء المجتمع !!! فالتعليم المهني كان حجر الأساس الذي ساهم في بناء عدة دول انتكست في الحروب العالمية مثل اليابان وألمانيا وبريطانيا !!.
&٠ وهنالك ايضاً مشكلةُ التصنيف الطبقي في سياسات التعليم !! فأبناء الأغنياء يتهافتون على المدارس الأجنبية !! أي بمعنى ان المدارس الحكومية قد فقدت مصداقيتها وتدنى مستواها !!! فالفئات الميسورة وجدت ضالتها بالاتجاه نحو المدارس الخاصة والأجنبية الامر الذي سينتُج عنه جيل جديد يحمل كثير من السلبيات وتتمثل في فقدان العلاقة بواقع البلاد لانهم يعيشون في عالم خيالي منغلق على نفسه ومحكوم بنزعة الأنانية !!!!!!! فلا يمكن اصلاح التعليم بين جدران مغلقة فالتعليم للأسف وصل إلى اياد غير آمنة وغير مسؤولة ولا علاقة لها بالتعليم ؟ فالتفريط في التعليم هو تفريط بالوطن ؟ فهل دقت ساعة الحقيقة والانتباه ؟