وطننا أولويتنا وشوائبه إلى زوال
راتب عبابنه
ما يمر به الوطن من تراجع اقتصادي وفساد متغلغل وتضييق على الحريات وإصرار على عدم تصحيح النهج َوإثقال الوطن بالديون هو أمر مفتعل وممنهج لتعبيد الطرق ليسهل التمرير البطيء لما يقصد منه أن يكون أمرا واقعا تعتاد الناس عليه.
المواطن الغيور يصطف مع الوطن ولا يقبل التفريط بأبسط حقوقه وكينونته وسيادته. ولا تتحرك الشعوب وتنتفض بوجه السلطة إلا عندما ترى أن هناك ما ينال من سيادتها ويصادر حقوقها ويهمش أحرارها ويعلي رويبضتها ويسمح للبرامكة والمارقين والعابرين بأن يسودوا ويتحكموا بمصير الوطن من خلال توظيف سلطانهم أداة للإغتناء لأن قاعدتهم الإرتكازية أن السلب شطارة والفساد ذكاءا والوطن محطة عبور.
فالذين لا يقلقون من أجل مصلحة الوطن لا يستحقون العيش بيننا ونرفضهم من أي منبت وأصل. والشعارات الزائفة التي يقصد منها التخدير وشراء الوقت لم تعد تنطلي على المواطن من عقربا حتى العقبة ولم تعد تصمد أمام الوعي والتجربة.
الوضع راقد على جمر ينتظر نسمة هواء تهب ليشتعل من جديد وما يمنعها إلا بقاء أمل بسيط بأن يتغير الحال. لم تعد المهدئات تجدي نفعا فقد نفذ الصبر ومال الحمل وخرت القوة ووصل حال الشعب لترديد مقولة شكسبير “أكوا أو لا أكون، ذلك هو السؤال”. وبالتأكيد الجواب هو “أكون”. وأن تكون ثمنها عال يدفعه الجميع دون استثناء.
أفراد الأسرة الواحدة ربما لهم تحفظ على منهج وسياسة رب أسرتهم ويختلفون معه لكنهم لا يختلفون عليه ولا ينكرون أبوته ولا يتخلون عنه إذا ما حاولت النوائب أن تطاله. وإذا ما طالب الأبناء بالمشاركة بالرأي والقرار والتعديل والتغيير لا يعني ذلك أنهم يعملون بعكس والدهم، بل يرون أن التغيير والتصحيح يحافظان على العقد بين الأب والأبناء.
وإذا لم يفلحوا بمسعاهم، يبدأ الأبناء بقيادة أنفسهم لضمان تحقيق مت يلبي طموحهم وينسجم مع خطهم بالتعامل. وهذه تجربة مر بها الكثيرون على مستوى الأسر والعشائر والدول. وعندما ينعدم التناغم والإنسجام بين الطرفين، تتخلخل العلاقة وتبدأ الخصومة التي تقود للتفرد والرفض لتصل حد الصدام.
وحتى نحافظ على العقد ونصون الإنسجام علينا جميعا أن نضع المصلحة الوطنية على رأس أولوياتنا وذلك بالتخلص من الشوائب والطفيليات والرواسب التي تعكر صفونا وتحبطنا.