شخصية اردنية تحدت الاعاقة وتميزت وحققت انجازات ناجحة ومشرفة  

كنانة نيوز – محمد محسن عبيدات

يسعى الانسان الى ان يكون شخصا له مكانة في المجتمع , ودوما ما يكون سعيه لاجل ذاته للوصول الى الرضا الذاتي , هناك من يصابون باصابات نتيجة وراثة والبعض الاخر نتيجة حوادث, تؤدي الى ان يكونوا من ذوي الاعاقة  , حيث يعيش ذوي الاعاقة خطوات متعبة ونظرات مرهقة من البحث عن الطمأنينة وسط عالم من الأشخاص الذين يرونهم عالة اقتصادية واجتماعية على مجتمعاتهم، فحياتهم بين مضايقة الناس لهم او الخوف والشفقة عليهم وفي كلتا الحالتين يصعب ذلك من وجودهم في الحياة ، لكن بعض هؤلاء قرر أن يرفع صوته عاليا ,  معلنا عن قيمته مجبرا الكثيرين على عدم تجاهله ليثبت أن لكل نجم ضوءه الخاص والذي يشع في الوقت المناسب.

كنانة نيوز التقت الشابة المتميزة من ذوي الاعاقة الحركية صفاء عباسي للحديث عن سيرتها الحافلة بالانجازات والتميز والابداع , وان هذا اللقاء هو الاول والذي نستضيف فيه من النماذج المشرفة والناجحة التي اثبتت وجودها بالكفاح من ذوي الاعاقة ، لتحقيق هدفها وهو التاكيد على ان الاعاقة لن تكون عائقا لاي انسان .

وفي بداية اللقاء قالت : اتقدم بجزيل الشكر الى كافة القائمين على وكالة كنانة نيوز  على جهودهم الكبيرة والمتميزة في تسليط الضوء على كافة القضايا والتحديات التي تواجه الاشخاص ذوي الاعاقة , واتمنى لكم دوام التقدم والنجاح . اما عن بطاقتي وسيرتي الشخصية , فانا صفاء العباسي , ابلغ من العمر 31عام , نشأت باسرة محبة مؤمنة بالقدر , قد احتوتني بحبها الكبير, وقد نشأت مثل باقي افراد اسرتي وبشخصية قوية منخرطة بالبيئة من حولي , حاولت اسرتي تسجيلي بالمدرسة ولكن المدارس لم تستقبلني في منطقتي لعدم توفر التهيئة وخوفا من تعرضي للخطر, و بعد تاخري سنة دراسية اضطرت  اسرتي ان تبعثني الى عمان الى مدرسة داخلية هي جمعية الحسين لذوي الاعاقة الحركية  , وبعد سنتين عدت الى المدارس الحكومية بقرار من الامير رعد  من اجل دمجي في مدارس منطقتي , وذلك لاني كنت افضل ان اكون  بين ابناء قريتي واقاربي , وقد واجهت العديد من المشاكل  فقد كانت هناك صعوبة في التنقل و المكان لم يكن مهيء , حيث عمل والدي جاهدا على تهيئة المدرسة الابتدائية التي التحقت بها , وعندما ذهبت الى المدرسة الثانوية لم تكن ايضا مهيئة وتم تهيئتها من قبل ادارة المدرسة  , وبالنسبة الى بعد المسافة تم ايجاد حل مناسب  من خلال كرسي كهربائي هدية من صديق العائلة , والحمد لله اكملت دراستي ولم يحالفني الحظ ولم انجح في الثانوية العامة .

 

واضافت  العباسي : لقد حاولت ان اعمل على تطوير نفسي بتعلم صناعة الاشغال اليدوية والرسم والحفر على اليقطين , وانشات صفحة على الفيس بوك واصبحت ابيع من خلالها لتامين  اجرة المواصلات الى جمعية النهضة في اربد لاثقف نفسي من خلال الدورات والمحاضرات المختلفة . ولاتمكن واعرف اكثر عن حقوق الاشخاص ذوي الاعاقة  , حيث تم اختياري في المشاركة في مركز حياة لتنمية المجتمع المحلي راصد , وحصلت على عدة دورات تتعلق بحقوق الانسان , وتمكين المرأة في كافة المجالات , ومشاركتي باكثر من مؤتمر يخص المرأة . وكذلك  تم اختياري من قبل الجمعية للمشاركة في مسرحية مع المخرج وليد الجيزاوي , تتحدث عن وضع ذوي الاعاقة وحقوقهم , وقد تطوعت مع المنظمات التي تهتم بشؤون اللاجئين والمرأة واصبحت ناشطة في حقوق الاشخاص ذوي الاعاقة , شاركت وما زلت اشارك في كل النشاطات التي تخص الاشخاص ذوي الاعاقة ,  وبالرغم من مشكلة المواصلات وعدم التهيئة البيئية التي اواجهها كل يوم , قمت  بالتدرب في مشروع مسرح شباب  2 في جمعية مسرح اربد للفن , ومثلت في مسرحية المايسترو والتي  تتحدث عن المشكلات التي يعاني منها المجتمع وكان دوري ان اقوم بدور  ذوي الاعاقة واطالب بحقوقهم وعدم تهميشهم , فهم جزء لايتجزأ من المجتمع  . وانا مؤمنة بان الفن هو رسالة مستساغة للمجتمع لعرض القضايا التي تخص جميع الفئات لينظر المجتمع اليها وكيف يتعامل معها بايجابية .وبالنهاية سوف اكمل المشوار باذن الله  بكل عزيمة واصرار  وساحقق كل احلامي , ومنها تغيير نظرة المجتمع للافضل وان اصبح المتحدثة باسم الاشخاص ذوي الاعاقه وان اصبح ممثلة سينمائية ولا يوجد شي مستحيل ان شاء الله .

 

وكالة كنانة نيوز تحرص كل الحرص على تسليط الضوء على هؤلاء الفئة , ليكونوا مثال يحتذى به في التصميم والارادة القوية وتحدي الصعوبات والتميز والابداع . ومن هنا نوجه رسالة  الى  كافة شرائح المجتمع للعمل على زرع الأمل والطموح والعزيمة ومواجهة التحديات لهذه الفئة وان مثل هذه الاعمال تعبر عن الامكانيات غير المحدودة لهذه الفئة، وإمكانية تحقيق الافضل في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها، وأن هذه الانجازات  الرائعة بمثابة رسالة عمل يستطيع ذوي الاعاقة تحقيقها .