61
كنانه نيوز – مقالات –
حجم المسجلين لوظيفة حارس يكشف حجم البطالة المرعب بين الشباب
الصحفي بكر محمد عبيدات
كشف عدد وحجم المسجلين لوظيفة حارس مدرسة في لواء بني كنانه عن حجم تفاقم ظاهرة بين الشباب الأردني, وان الشباب الذين قاموا بعملية التسجيل لنيل هذه الوظيفة معظمهم في عمر الزهور وبعضهم حاصل على بعض الشهادات العلمية, ورأوا فيها المُخَلِص والمنقذ لأوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهونها سواء على الصعيد الشخصي او الأسرى ,وستكون عملية الحصول على وظيفة حارس حلمهم المنتظر .
ورغم يقين غالبيتهم بانهم لن يحصلوا علىهذه الوظيفة , لاسباب عديدة , منها انهم قاموا بمحاولات سابقة مماثلة وشبيهة مع اختلاف بسيط بالتفصيلات , الا انهم عادوا بلا شيء , خاليي الأيدي , وأنهم قاموا بثقب آذانهم مرات ومرات كي تكون جاهزة لوضع حلق الوظيفة فيها , الا انهم لم يتمكنوا من ذلك , بانتظار حلم جديد .
طوابير من الشباب المتعطل عن العمل للحصول على وظيفة حارس في بني كنانة وهذا ينطبق على باقي مناطق المملكة وتتكرر الصورة بكل تفاصيلها المؤلمة .
والمراقب لعملية تقديم الطلبات لشغل وظيفة حارس مدرسة , لا بد له من أن يَلحظ حجم شوق ورغبة الكثيرين لشغل هذه الوظيفة وإن كانت في وقت سابق من الوظائف غير المرغوبة لاسباب بات الحديث عنها من فضلة القول , وان البطالة كبرت وتفاقمت بين الشباب الاردني حتى اصبحت الوظيفة من الدرجة الثالثة الحلم المنتظر .
وعودا على موضوع البطالة ,فان تدافع المواطنين خاصة فئة الشباب على عملية تقديم طلبات التوظيف ينبىء باننا بمواجهة واقع صعب للغاية ولا يمكن لاي شخص معرفة عواقبه حتى بالنسبة لأولئك العالمين والعارفين به , نظرا لضبابية المعلومات حول عدد الاشخاص العاطلين عن العمل , وغيرها من المستجدات التي تحدث على هذا الصعيد , وأنه بات على الجهات المعنية رسمية كانت ام اهلية او على صعيد الافراد أصحاب المبادرات واجب التنبه لهذا الامر , والعمل على وضع حلول جذرية وفاعلة لمشكلة البطالة التي لم يسلم من براثنها اية اسرة أردنية على إمتداد الوطن .
ومن هنا كان لا بد من توجيه الناشئة الى ما يسمى بالتعليم المهني والحرفي , لا الذهاب للتعليم الاكاديمي والتخصصات التي تم إشباعها ولم تعد بذات فائدة خاصة في مجالات التعيين , ذلك ان التعليم المعهني سيكسب المُتعلم مهارات وتقنيات تساهم في إثراء مهاراته , وبالتالي يكون عنصرا فاعلا في مجتمعاته المحلي , ويقوم على كسب قوته وعياله , لا أن ينتظر وظيفة حكومية من وراء مكتب لا تكلفه الكثير من الوقت والجهد والمال , بل على العكس تضمن له وظيفة مريحة .
والجدير بالاشارة اليه بان مسؤولين معنيين بالبطالة قد اشاروا في تصريحات صحفية سابقة بان نسبة البطالة بين الاردنيين وصلت الى نسبة 50% وهذا مؤشر خطير وانعكاسته على المجتمع بكافة تفاصيله.