من يوميّات “بابا سنفور” في الجامعة الأردنية (6)/ كامل النصيرات

كنانة نيوز –
من يوميّات “بابا سنفور” في الجامعة الأردنية (6)
كامل النصيرات
أكثر من ثلاثين عامًا وأنا هارب من اللغة الإنجليزية.. وأعترف كما اعترفتُ أكثر من مليون مرة سابقًا أن هذه اللغة تكركبني حيثُ حلّت.. هي من دمّر حياتي العلميّة.. لا أعرف أسماء الممثلين الأجانب وأعرف أشكالهم تمامًا.. أخربط في أسماء الكتّاب الأجانب خربطة تضعني في مواقف “بايخة”.. أسماء أدويتي المزمنة التي استخدمها منذ أكثر من 15 عامًا لا أستطيع نطقها .. أسماء الماركات العالمية خرابيط ليوم الخرابيط معي.. ولأختصر عليكم الحكاية مع الإنجليزي؛ إليكم هذه الحادثة التي صارت معي في “توجيهي عام 1990”:
طلب أستاذ الإنجليزي من كل واحد أن يركّب جملة بالانجليزي ومن يفعل ذلك سيضع له علامة “محرزة” في المشاركة.. وقبل أن يصل الدور إليّ ترجيت زميلي في “الدرج” أن ينقذني بجملة.. فلم يبخل عليّ وحفظت الجملة بعد أن كتبتها بالعربي لفظًا وليس معنى ” I love your wife” وحين وصل الدور إليّ وقفتُ متباهيًا؛ بل وقفتُ وقفة الواثق.. وما إن أكملتها حتى صُعقَ الأستاذ وسط ضحكات بعض الطلبة وأخذ لحظات صمت وهو يقتلني بعينيه.. ولكنه استجمع نفسه وقال لي: أنا متأكد أن الجملة مش منك وسأسامحك لسبب بسيط: أنا مش متجوّز..! طبعًا لم أعرف معنى الجملة إلّا بعد أن انتهت الحصّة.
أعود لدراستي في الجامعة.. كنتُ حريصًا عندما اخترتُ متطلبات الجامعة أن تكون مادة التواصل الاجتماعي بالعربي لأتمكن من احراز معدّل يؤهلني مع المواد الأخرى لتغيير تخصصي.. وحينما استمعتُ للدكتور أسامة الحرفوشي وهو يشرح المادة أصابني السرور؛ وطرتُ من الفرح وهو يركّز على نقطة هي للآن من قناعاتي في التعليم : الفهم وليس الحفظ.. لأن هذا ما اعتمدته في حياتي.. الفهم ثم الفهم ثم الفهم..وطز بأحسن حفظ بلا فهم.. في امتحان “الميد” تفاجأت بوجود كذا سؤال فيها ألفاظ انجليزية .. أسقط في يدي.. وحصل الحيص بيص في كلّ فهمي.. وتكركبتُ.. لو تحوّلت هذه الألفاظ إلى عربي لتم الفهم.. نجحتُ في الامتحان ولكن ليس بالعلامة التي أريد..! وبطحني الإنجليزي للمرّة المليار..!
اكتفي بهذا القدر من هذه اليوميات هذه المرّة..وانتظروا المزيد منها كلّما استحقت الكتابة.. وادعولي بالعلامات العالية في الامتحانات؛ بدّي أحوّل (أدب عربي) يا ناس..!