تصريح صادر عن اللجنة الوطنية العليا للمتقاعدين العسكريين

كنانة نيوز – تصريح صادر عن اللجنة الوطنية العليا للمتقاعدين العسكريين

«تخسا يا كوبان منت ولف الي ولفي شاري الموت لابس عسكري»
(من أهزوجة وضعها وصفي التَّلّ وحابس المجالي)

سمع الأردنيون، على الهواء مباشرة، المكالمة المستفزّة التي جرت بين أحد رفاق السلاح من المتقاعدين العسكريين ومذيع يُدعى محمود، حيث ردَّ ذلك المذيع على رفيقنا بأسلوبٍ فجٍّ متعجرفٍ يعبِّر عن التنكّر التّامّ لتضحيات أبناء قوّاتنا المسلّحة ومتقاعديها.
وبناءً عليه، فإنَّنا نوضح ما يلي:
1. ما قدَّمه رفيقنا المتقاعد العسكريّ من شرحٍ عن وضعه المأساويّ إنَّما يمثِّل أوضاع الألاف

من زملائه. وعندما فعل ذلك، فإنَّه كان يعتقد أنَّ المذيع محمود سيساعد على إيصال رسالته المحقّة بشكلٍ مهنيٍّ محترم إلى أصحاب القرار، لعلَّهم يتذكرون هذه الشريحة الوفيّة من أبناء شعبنا التي ساهمت في حفظ أمن هذا البلد وذادت عن استقلاله بلا أيّ مكسبٍ أو منّة.
2. موقف المذيع محمود في هذه المكالمة مستغربٌ ومستهجن ويدعو للأسف والاستنكار؛ فهو يبدي اندهاشه من أنَّ رفيقنا المتقاعد الذي لا يتجاوز راتبه ٣٠٠ دينار قد استدان لكي يأوي أطفاله تحت سقف بيت متواضع وليس قصراً. فهل يرى هذا المذيع أنَّه على المتقاعد العسكريّ أن ينصب خيمةً لأسرته بدلاً من البيت؟ أم يتركها للعيش في العراء وعلى قارعة الطريق؟!
إنَّ كلام هذا المذيع المسيء لا يعبِّر عنه وحده، بل يعبِّر عن طبقه مهمّة من اصحاب القرار في هذا البلد والذين يسعون إلى تدمير القوى المنتجه من عمال ومعلمين ومزارعين .
3. كان على المذيع محمود، بدلاً من ذلك، أن يُجري مقارنة منصفة بين من راتبه بالكاد يبلغ ٣٠٠ دينار وبين من يتقاضون رواتب فلكيّة؛ حيث أنَّ راتب شهر واحد لأحد مدراء الوظائف الوهميه يعادل رواتب كتيبة!
4. جاء على لسان المذيع محمود بأنَّ من يقصده في طلبٍ لا يُردُّ خائباً. كأنَّ المتّصلين به يفعلون ذلك لكي يؤدِّي لهم حاجاتهم الشخصيّة! وفي هذا فهم منحرف لدور المذيع، وإهانة كبيرة لكل صاحب قضيّة يلجأ للاتصال به. وهنا، نسأل: من يطلق هؤلاء على الناس ليوجّهوا لهم مثل هذه الإهانات الشديدة؟!

إن المتقاعدين العسكريين هم من الكاظمين الغيض الذين تحسبهم أغنياء من التعفّف رغم أنّ ظروفهم الاجتماعية والمعيشية أصبحت لا تطاق، فراتب ضابط الصف من المتقاعدين القدامى لا يتجاوز ٣٠٠ دينار، وراتب الفريق من المتقاعدين القدامى لا يتجاوز ١٣٠٠ دينار. وهذا بعد خدمة تتجاوز ٣٥ عاماً. ورغم ذلك، فإننا نعاهد الله والشعب بأننا سنبقى الجند الأوفياء لحماية الوطن والشعب وتحصينهما ضدّ كل فاسدٍ وعابثٍ ومقامرٍ بمقدّراتهما، مهما كان لقبه ومهما كانت مكانته.

المتقاعدون العسكريون أدّوا واجبهم كاملاً في حماية الوطن في أحلك الظروف، وما زالوا يشكلون رأس الرمح للدفاع عنه. وقد كان بيان الأول من أيار، بيان العزّ والكرامة، الذي أصدرته لجنتهم الوطنيّة العليا في العام ٢٠١٠ بمثابة خارطة طريق سياسية واقتصادية واجتماعية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الوطن الذي تناهبه الفاسدون وعرضوا ما تبقّى منه في المزاد. ولكن هوامير الفساد والإفساد رأوا في ذلك البيان تهديداً خطيراً لمصالحهم الشخصية والفئويّة، فحاربوه بلا شرفٍ ولا ضمير، وأوصلوا الوطن والمواطن إلى ما نحن عليه الآن.

وأخيراً، لقد سمع تلك المحادثة المؤسفة، التي دارت على الهواء، آلاف العسكريين، من المتقاعدين والعاملين. وبالتّأكيد، فإنَّ ما دار فيها من كلامٍ مهين ومتغطرسٍ وغير مسؤول قد أثّر على روحهم المعنويّة وعلى أحوالهم النفسيّة بالعموم. وهنأ ندعو رئيس الأركان إلى اتّخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المذكور، ووقف التعدّيات بكلّ أشكالها على متقاعدي قوّاتنا المسلّحة، المؤسّسة الوطنيّة الأخيرة التي لا تزال تقاوم معاول الهدم والتدمير.

عاش شعبنا الأردنيّ العظيم
عاشت قواتنا المسلحة البطلة
المجد والخلود للشهداء الابرار

اللجنة الوطنية العليا للمتقاعدين العسكريين
عمان ٨ شباط 2021