الترشح في دائرة انتخابية والتصويت في دائرة أخرى ؟!!/د.نواف عواد بني عطية

الترشح في دائرة انتخابية ، والتصويت في دائرة أخرى ؟!!

د.نواف عواد بني عطية

ماذا لو ترشح شخص في دائرة انتخابية معينة ، ثم جاء اسمه في جدول الناخبين في دائرة أخرى ، هل يحق له التصويت ؟
بدايةً لا يجوز لأي شخص الترشح لمجلس النواب أو التصويت إلا إذا كان اسمه مقيدًا في جداول الناخبين ، وهذا أمر لا جدال عليه ، فهو من المسلمات التي لا يجوز نقاشها بالاضافة إلى الشروط الأساسية الواردة في قانون الإنتخاب لمجلس النواب لعام 2016 ، التي اشترطت شروطًا محددة في المترشح والناخب .
وقد يرد أحيانًا أن يقوم الشخص بالترشح لمجلس النواب في دائرة إنتخابية معينة ، ثم يجد اسمه في دائرة انتخابية اخرى ، فما هو الموقف القانوني والأساس القانوني لهذا الأمر ؟
نقول ، أن هذا الأمر جائزًا ؛ بمعنى يحق للشخص أن يترشح في دائرة ويصوت في دائرة أخرى ، ذلك ان المادة (10) من قانون الانتخاب لسنة 2016 وهي في صدد ذكر شروط المترشح لم تتطرق إلى هذا الأمر ، اذًا فهو جائز بشرط أن لا يكون من ضمن دوائر البدو المغلقة ؛ لأن هذه الدوائر مغلقة بموجب القانون لا يجوز لأي أحد أن يترشح أو يصوت خارجهن ، أما الأساس القانوني لجواز الترشح والتصويت في دائرتين مختلفتين هو المـادة(12 /أ) التي تنص “على كل من يرغب في الترشح لعضوية مجلس النواب أن يكون مسجلًا في أحد الجداول النهائية للناخبين … فهذا النص جاء عامًا ، والعام يبقى على اطلاقه مالم يرد نص يقيده .
كما أن المادة (13) تنص على ” لا يجوز لأي شخص ان يرشح نفسه لعضوية مجلس النواب الا في دائرة انتخابية واحدة وفي قائمة واحدة ” ، وهذا النص واضح الدلالة بأن المرشح يحق له أن يترشح عن دائرة انتخابية واحدة حصرًا ، ولا يجوز أن يترشح عن أكثر من دائرة والا كان ترشحه باطلًا ، كما أن المادة لم تتطرق الى التصويت من قبل المرشح ولم تقيده ولم تلزمه أن يصوت في نفس الدائرة التي ترشح فيها ، وبالتالي لا اجتهاد في موطن النص القانوني .
ولعل السبب يرجع في ذلك هو عدم رغبة المشرع في التقييد على الناخب واعطاءه الفرصة في حرية التصويت مع التأكيد على الثبوت في حق الترشح ، واعطاء الانتخابات نوعًا من المرونة التي تنعكس على العملية الانتخابية برمتها .
حفظ الله الاردن عزيزًا غاليًا تحت ظل الراية الهاشمية المفداه