يحرق نفسه في جامعة الإسراء و الجامعة لا تقول السبب/بقلم الكاتب عدنان الروسان

يحرق نفسه في جامعة الإسراء و الجامعة لا تقول السبب
بقلم الكاتب عدنان الروسان
أصدرت جامعة الإسراء بيانا قالت فيه أن طالبا أقدم على اضرام النار في نفسه و قد فعل ذلك حسب بيان الجامعة بعد أن قام الطالب يوم أمس و بشكل مفاجيء بمراجعة الجامعة معترضا على ظروفه الأكاديمية كما أكد رغبته بعدم مقابلة اي من المسؤولين و السرد مايزال حرفيا من بيان الجامعة مهددا باحراق نفسه و رافضا التواصل لإستيعاب المشكل او الوصول لتسويات و حلول أكاديمية سليمة و اذا به و بحركة مفاجئة يضرم النار بنفسه بعد ان سكب مادة سريعة الإشتعال رغم محاولة رجل الأمن الجامعي و أحد الموظفين لثنيه عن فعلته و انتهى البيان بتهديد الإعلام و كل من يتحدث عن الموضوع و يسيء الى الجامعة باجراءات قانونية كالمعتاد عند كل من يقومون بعمل خاطيء او يحصل عندهم شيء يحتاج الى تغطية و اخفاء.
لماذا أحرق الطالب نفسه ، و لماذا بيان الجامعة ملتبس و لم يقل السبب بصراحة و اختفى وراء ظروف اكاديمية ، و هل الأسباب ظروف اكاديمية ام مالية ، نسأل و لا نتهم ، ام ان اكاديمية تعني ان الطالب فاشل و راسب و كان يريد من الجامعة أن تنجحه زورا و بهتانا لماذا لا تقولوا لنا السبب الحقيقي و لماذا وضع الشبهات على انفسكم ثم تطلبون من الناس أن تصدقكم ، ثم لماذا كلمة مفاجيء تعجب الجامعة كثير ففي البيان أن الطالب راجع الجامعة بشكل مفاجيء ثم أحرق نفسه بشكل مفاجيء ماقضية مفاجيء هذه هل لها تبرير يمكن تقديمه لدى الجامعة.
كتبنا للحكومة ، حكومة النهضة عشرات المرات أن الشباب يقدمون على الإنتحار نتيجة لظروفهم افقتصادية الصعبة و يأسهم من الحياة و الإحباط الذي يواجهونه ، الحكومة و رئيسها لم يقوما يوما بتوجيه خطاب سياسي رسمي يمثل وجهة نظر الحكومة في موضوع الفقر و البطالة كل اللقاءات و المؤتمرات عن الكورونا و كأن الدولة لم يعد لها مشاكل الا الكورونا و كأن الحكومة كلها صارت وزارة صحة ، دعوا وزير الصحة يقوم بعمله و أظنه يفعل و اعملوا انتم على باقي المشاكل التي هي أهم من الكورونا بالف مرة.
ستقفون أما الله يوما ما ، أم لا تؤمنون بذاك اليوم و ستسألون عن الشاب الذي احرق نفسه و ازهق روحه من الظلم الذي يقع على جيله كله و القضيى ليست قضية منعزلة فالإنتحارات شبة يومية و احصاءات الحكومة وحدها تقشعر لها الأبدان و الناس في حيص بيص كأن على رؤوسهم الطير ينتظرون أن يكون هناك دولة لهم و ولاة أمر يحدثونهم لكن ولاة الأمر مشغولون بهموم أخرى مختلفة و يعيشون حياة مالذ وطاب و لا يعرفون عن مشاكل الشعب و جوعه و فقره شيئا.
الدولة تطلب من المواطنين ان يضحوا و يصبروا و هل صبر ايوب عليه السلام كما صبر الشعب الأردني و هل هناك شيء نضحي به بعد ان بتنا نضحي بأولادنا يحرقون انفسهم او يقفزون عن جسر عبدون للخروج من وطنهم الى مملكة الله ، كنا نتمنى أن يضحي من يملك الطائرات و اليخوت و البيوت و من رواتبهم بعشرات الالاف و حياتهم من قوت الشعب الأردني ، كنا نتمنى لو أن لنا واليا يحدثنا و نسمع اليه و أن لا نكون كالأيتام و لا أحد يتصدق علينا.
سيستمر مسلسل الإنتحارات و ستتعمق حالة الفقر و البطالة و سيأتي يوم يضطر هذا الشعب المدجن الوديع المسالم الى الإنفجار او الإنحياز لي عدو لوطنه لأن الحال لم يعد يطاق و الحكومة حكومة نهضة و هي بعد حكومة البولابيف و حكومة الدغري الذي مصع بملايين الدورات في حقائب وقاصات و أشبعنا حديثا عن المعارضة واذا به مخبأ في قشوره و قد تمكن بسنتيت او ثلاث الحصول على كل مافاته من دماء الأردنيين و قوت اطفالهم.
مسكين أنت أيها الشعب الأردني و لكنك تستحق كل ما يجري لك فالجبن و الخوف و النفاق تورث قلة الحيلة و نحن شعب نحب التذمر و اللطم فإن رأينا ظل مسؤول انقلبنا الى مزمرين و مطبلين ، شعب السحجة و الدحية و السوالف الباهتة .
تحياتي لكم و رحمة الله على الشاب الأردني الذي احرق نفسه لأنه ضاقت عليه الدنيا بما وسعت و نسأل الله له المغفرة.
adnanrusan@yahoo.com