أيده خفيفة
مصطفى الشبول
كلمة وقول (أيده خفيفة) تحمل أكثر من تفسير ومعنى ، فمرة تقال للثناء والمدح وأخرى تقال للذم والشتم ، فإذا قيل بأن دكتور الأسنان الفلاني أو الممرض الفلاني أيده خفيفة نعرف بالفطرة بأنه ذو خبرة ونجاح باهر بالعمل وغرز الإبر وهذه المقولة تعتبر دعاية وإعلان رائع لعمله ، بالمقابل إذا قيل عن شخص ما أيده خفيفة مباشرة يدور بالأذهان بأنه يا حرامي يا نصّاب فتتجنب التعامل معه…
جاء الصيف وجائت معه عطلة المدارس المعهودة و انتشرت وتناثرت الدراجات الهوائية (البسكليت) بالشوارع وبين الأولاد وكأنها شوارع هولندا أو اسبانيا … وبات للجميع هذه الظاهرة المنتشرة بشكل كبير وملحوظ وكيف يكون مسير مقتادوها بشكل أسراب ومجموعات بين السيارات وبسرعات هائلة عدا عن التفنن في السير على عجلة واحدة ( على قولهم تشبيب) … لكن الموضوع يكمن بحجم الصيانة والتصليح الذي يتبع تلك الهواية التي يمارسها الأولاد من أعباء ومصاريف يتحملها الأب ، والمشكلة بالصيانة والتصليح اليومي ، يعني بترَكّب قطعة بعد ساعة بتخرب قطعة ثانية ، والله بتحط عليها أجور تصليح أكثر من سعرها ، والمصيبة لما تروح على المُصَلّح بصير يتفنن بالطلبات ، هاي بدها عصفورة، وبدها قفل زرد، وبدها حركة، وتغيير قلول ( منين بجيبوا أسماء القطع هاي ، قال عصفورة قال ) … والأب من باب الشفقة على ابنه (يعني مثله مثل غيره ) بقول للمصلح : باشر يا معلم … وسبحان الله ما بمضي عليها ساعتين وانه فيها مشكلة وبدها صيانة …بعدها أولاد الحارة بنصحوا الأب يوخذها على المصلح الفوقاني لأنه أشطر وأيده خفيفة …وفعلاً بتطلع أيده خفيفة أما أشطر مستحيل… بعدين الواحد طول عمره ومن صغره يسوق ويركب بسكليتات وعمرنا ما أسمعنا أن فيها عصفورة…
مصطفى الشبول