يوميات سالم
الجزء الثالث / ح ١٧
أكرم الزعبي
سالم في بيته، ملتزم بالحجر الصحي، لا يخرج إلا للضرورة فقط.
لأنّ العطلة طويلة تعلّم فنون الطبخ والحلويات وأتقنها، رغم ذلك ظلّ الفراغ يملؤه، لكي يقضي على الفراغ والملل صار يتحدث مع أصدقائه على الهاتف.
يستعرض قائمة أصدقائه ( كامل : حكيت معه الفجر، غازي : براسه ألف دوّاية، زاهر : ع الأرجح ما يرد لأنه مسؤول ومش فاضيلي، طارق : اللي فيه مكفّيه، خالد : بتلاقيه نازل عند أهله ومش رح يعرف يحكي، فارس : حكيت معه امبارح وشغل تنظير، امممممممم، خلص ما الي إلا أحمد).
يتصل بأحمد، لا يرد، يعيد الإتصال مرة أخرى، لا يرد (يزم رد مشان الملائكة)، في المرة الثالثة يجيب أحمد :
– بتعرف إنه وجهك مسقع، يا زلمه الدنيا رمضان وحجر في حدا بتصل على حدا ع العشرة الصبح؟؟
يضحك سالم ضحكة طويلة :
– نايم؟؟
– آه، برُد عليك من الحلم.
يضحك سالم مرّة أخرى :
– يزم والله انك رهيب، قولّي، قال صحيح جارة جارتكو صايبها كورونا؟؟
– ما بعرف، امبارح إجت فرق الاستقصاء وبقولوا عملولهم فحوصات.
– دير بالك يا رجل، الكورونا ما معها مزحة، عقّم دارك ولا تخلّي ولادك يطلعوا من البيت أبدا.
– عادي شو بدّه يصير، أكثر من القرد ربنا ما مسخ، على أساس إحنا بسويسرا وخايفين على هالحياة.
– والله انك صادق، كيف بتقضي يومك؟؟
– مثل كل الزلم بزمن الكورونا، من المطبخ للتلفزيون، ومن التلفزيون للمطبخ.
(يفقع) سالم ضحكة جديدة، ويقول :
– أنا مثلك، بس انا ما بحضر تلفزيون أبدا.
– لا والله أنا متابع باب الحارة، وفرصة أخرى، واحب تاني ليه، والحرملك، و أرطغرل.
– حلو، حلو، ع الأقل بتحضر دراما وتاريخ مش مثل فارس.
– ماله فارس يا سالم، هي عادتك ما بتتركها؟؟
– يا زلمه رنيت عليه امبارح بعد الفطور بربع ساعة، يا دوب كلّف خاطره يرد، وانهى المكالمة بسرعة، قال شو، قال الأخ حاطط على قناة الهدف الأخير وبحضر البرامج والمسلسلات الكوميدية.
– طيب وماله؟؟
– وحد الله يا ابن الحلال، هاي القناة مشبوهة، و برامجها ومسلسلاتها سطحية وتافهة، والله لو في من هالكوميديا هدف ورسالة مانا زعلان، لكن كله تهريج بتهريج.
– الزلمه حر، انت مالك؟
– عزااااا، كيف انا مالي، ما بتشوفه ع الفيس طالع نازل يحكي ع الممثلين اللي بحضرهم وبنتقد فيهم؟؟ لا وشو؟؟ قال بحكي عنهم مهرجين وهو قاعد ع التلفزيون ما بتفوته حلقة، يزم شو هالانفصام هاظ، أقسم بالله إشي بجلط.
– خليك بحالك وسيبك من الناس.
– والله شكلك قرفان تحكي.
– يا زلمه صحيتني من النوم، الله يصحي قرود أهلك.
يضحك سالم مرة أخرى ويقول :
– خلص ارجع كمّل نومتك، باي.
يخرج سالم لشراء مستلزمات الكنافة التي سيصنعها بعد الإفطار، ويقضي يومه في المطبخ.
على الإفطار يسأل عن ريموت التلفزيون، الريموت ضائع، سالم يقسم ما حد يمد إيده ع الأكل قبل ما يلاقوا الريموت، لأنه ما بستمتع بالفطور إلا على برنامج (رامز مجنون رسمي).
بعدين مع سالم