يوميات سالم
جزء ٣/ حلقة ٢
أكرم الزعبي
…………….
– آآلووووو، هلا ابن عمي (يقول سالم ببرود وهو يرد على جواله).
– الحقنا يا ابن عمي، إنت زلمة واصل بالدولة، الحقنا.
يقفز سالم من سريره ويقول :
– يا رجل شو في؟
– أخوي سهيل أخذوه، أخذوه يا سالم، وأمي دبّت الصوت، يا ويل حالنا يا سالم، يا ويل حالنا.
– يا رجل شو في؟، صرعتني وسيّبت ركبي، اهدا شوي واحكيلي شو في؟
– أخوي سهيل الحِدِق….
– ماله؟؟
– مسكته دورية الجيش قبل ساعة.
– كيف وليش، يا رجل سهيل القطة بتوكل عشاه، ليكون خبّص ع الحكومة بالفيس ولّا جاب سيرة مسؤول؟؟
– لا لا يا رجل مسكوه بالشارع وهو رايح يبيع اللوزات.
– شارع مين ولوزات مين يا زلمه، تصرعنيش، البلد كلها حظر تجول شامل والمحلات كلها مسكرة.
– مهو مشان هيك انمسك، راسه وألف سيف إلا يطلع يبيع اللوزات، وانت معك تصريح تجول وبدنا تلحقه تشوفه.
– الله لا يعطيه العافية، اعطيني نص ساعه وبرجعلك.
يغلق سالم الهاتف، ثم يقول وهو يضحك مع نفسه ( قال تصريح قال، اللي بدري بدري، بس شو هالحمار هاذ؟؟ على كل حال أنا متأكد اولاد عمي ما انتخبوني وهاي فرصة يعرفوا مين اني، خليني احكي مع المحافظ).
– الو، كيف حال عطوفتك.
– هلا سالم، إذا بتسأل عن تصريح والله لسه ممنوع.
– لا عطوفتك، عندي مشكلة أكبر.
– مشكلة شو؟؟
– عندي ابن عم طلع يبيع لوز ومسكته دورية جيش.
يسمع سالم ضحكة المحافظ الطويلة، فيضحك معه ويقول :
– شو عطوفتك؟
– ابن عمك هاذ نهفة، يا رجل ضابط الدورية لما شافه بالشارع حب يساعده ويلاقيله عذر مشان يتركه، حكاله ليش واقف قدام باب بيتك؟؟ رد عليه ابن عمك وقال هاذ مش بيتي، رجع الضابط حكاله أكيد انك مريض ورايح تشوف حد يعطيك إبرة، حكاله لأ، طالع ابيع اللوزات.
يضحك سالم مع المحافظ الذي عاد للضحك من جديد، ويسأل :
– شو الإجراء عطوفتك؟؟
– بسيطة، بكرا بحولوه ع المدعي العام وبدفع الغرامة وبرّوح.
– بس؟؟ قال سالم الذي بدا متفاجئاً، ثم أضاف : عطوفتك الدولة ما لازم تسمح لحدا يتحداها، هذا لازم أقل شي سنة سجن.
– طول بالك يا سالم، أنا فكّرت بدك تتواسطله أروحه.
– القانون لازم يمشي ع الجميع عطوفتك، أخخخ لو التشريع بايدي كان حبست كل واحد يخالف سنتين بالسجن.
تنتهي مكالمة سالم مع المحافظ، ويعاود الاتصال بابن عمه الذي ينتظر مكالمته :
– ها، ابن عمي طمنّي.
– والله يا ابن عمي الموضوع كبير كثير، وسهيل كانت عقوبته سنتين سجن، الي ساعة بترجّى المحافظ وهو أبّود وسبع جدود إلا يتطبق القانون وينحبس سهيل سنتين.
– لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، بالله عليك يا سالم، ما النا بعد الله غيرك.
(هسّه عرفتوا قيمة سالم يا…….. يقول سالم في نفسه) ثم يتوجّه بالحديث لابن عمه :
– بس ما تخاف ع ابن عمك، المحافظ زلمة غانم ولأنه بحبني وافق يطلّع سهيل، بكرا الصبح لما يفك الحظر بتوخذ ميّة وعشليرات وبتروح ع المحكمة بتدفعهن وبتوخذ اخوك، واحكي سالم عاطل.
– والله انت سيدنا وتاج راسنا، والله لولاك كان انخرب بيتنا، الله يستر بيتك يا ابن عمي ويفتحها بوجهك وين ما رحت.
تنتهي المكالمة ويبتسم سالم ابتسامة خفيفة وهو يقول لنفسه (ضربت عصفورين بحجر واحد، ربيتهم وساعدتهم لوجه الله)
بعدين مع سالم
يوميات سالم / أكرم الزعبي
26