هل تُجمَّد الصلاة في المسجد الأقصى في ظلّ أزمة الكورونا؟
لارا أحمد
أمام ارتفاع حالات الإصابة بالكورونا في العالم العربي، يبقى الجدل قائماً في بعض الدول حول لُزوم غلق المساجد والجوامع من عدمه.
المسجد الأقصى ليس استثناءً، إذ أغلقت السلطات المصلّيات المسقوفة في الأقصى، تاركة مجال الصلاة للمَقدِسيّين في ساحاته المفتوحة، بُغية الحدّ من انتشار فيروس الكورونا لأقصى حدّ ممكن.
رحّبت الكثير من الأطراف المحلية والدولية بهذا القرار، خاصّة منظمات الصّحة التي سعت جاهداً للضغط على السلطات المعنية من أجل إغلاق دور العبادة تجنّباً للاكتظاظ الحاصل داخلها، لكنّها في الحين ذاته ضغطت بقوّة من أجل تجميد صلاة الجمعة، الأمر الذي لم يحصل في الأسبوع الماضي، ولكن اكتفت السلطات المعنية بتحذير المصلين وتوجيههم لإجراءات السلامة والوقاية.
مدير المسجد الأقصى، الشيخ عمر الكسواني، هو الآخر اعتبر أنّ قرار وزارة الأوقاف والشؤون الدينية قرار صائب إذ عبّر في تصريح له أنّ “دائرة الأوقاف الإسلامية قررت إغلاق المصليات المسقوفة داخل المسجد كإجراء وقائي لمنع انتشار كورونا”.
وأضاف إلى ذلك قائلاً: “ستقام جميع الصلوات في ساحات المسجد الأقصى المبارك (المفتوحة)، وجميع الأبواب ستبقى مفتوحة أمام المصلين”.
ومن جهته صرّح مفتي المسجد الأقصى وإمامه، الشيخ محمد حسين، إنّ قرار وقف الصلاة في القدس، جاء في إطار الحفاظ على أرواح المصلين وسلامتهم، مشيراً إلى أنه إجراء وقائي لا غير.
وأضاف في مداخلة له عبر فضائية الـ “dmc” أنّ هذا القرار لم يلقى معارضة المصلّين، مؤكداً أن الهدف بقاء المسجد مفتوحاً للصلاة بشكل منتظم ومرتب، دون إغفال أيٍّ من الإجراءات الوقائية والاحترازية الضرورية.
ويشيد شاهدوا عيان بالوعي العالي لدى المصلين الذين أخذوا حذرهم في الآونة الأخيرة عبر جلب سجادات الصلاة والمعقّمات من منازلهم. لم يتوقف الأمر عند هذا الحدّ، إذ تعدّدت المبادرات التطوعية الهادفة لتعزيز الأمن الصحي لدى روّاد الأقصى، من قبيل توزيع القفازات وتعقيم أيادي المصلين في المصليات والساحات، دون تجاهل مجهودات دائرة الأوقاف الإسلامية في تعقيم المصليات المسقوفة.
قد تكون هذه بداية الأزمة فحسب، وقد تنجح المجهودات المحلية في احتوائها في باكورتها، الأمر الذي يرجوه الفلسطينيون وغيرهم، نظراً لقداسة المكان ورفعة مكانته لدى المسلمين في مختلف أنحاء العالم.