فجّارٌ في جلابيب تجار: أَلا يَظُنُّ أُوْلَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ؟!/ محمد داودية

فجّارٌ في جلابيب تجار: أَلا يَظُنُّ أُوْلَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ؟!
محمد داودية

اكثر من مطعم و اكثر من معمل حلويات من الدرجة الأولى، «طلعت ريحتها» ووصل ضررها وخطرها الى مستوى الجنايات. وقد تابعنا من أيام المحاكمات والاتهامات التي اقر بها «المطعمجية» وتتعلق بانعدام النظافة وشروط التخزين وشروط الإنتاج وبيئته.

لماذا تغش مطاعم رابحة مكتظة تعج بالرواد الذين يدفعون ما يزيد على ال40 دينارا ثمن وجبة الغداء او العشاء على المواطن الواحد وهي لا تكلف اكثر من 10 دنانير؟!!

لماذا تغش معامل حلويات مشهورة فتقدم لزبائنها حلويات مسمومة قاتلة علما ان أرباح الحلويات المعلومة تزيد على ال 300% !!

هؤلاء فُجّار في جلابيب تجار، اعماهم الجشع واللهاث خلف الثراء السريع، فتجردوا من كل القيم الإنسانية والأخلاقية والدينية والوطنية.

جانب كبير من المسؤولية يقع على عاتق المواطن الذي يسمح لهؤلاء الاوغاد ان يغشوه مرة و مرتين و ثلاث مرات وان يستمروا في غشهم له بعد انكشافهم وافتضاح مقارفاتهم تحت نفس الأسماء ودون ان يعتنوا حتى بتغييرها اعتمادا على ان استغفال المواطن واستهباله باعتباره «طرش» و «ثور الله في برسيمه».

وجانب اخر من المسؤولية يقع بالطبع على عاتق الحكومة التي لا توفر اعدادا كافية من طواقم الرقابة الصحية على الطعام والغذاء وكوادر التفتيش على المطاعم التي نعرف انها لو جمعت من كل انحاء المملكة فانها لن تكفي للرقابة والتفتيش على مطاعم الزرقاء او اربد. ومعلوم ان جهات الرقابة لو كشفت غش مطعم فانها لن تتمكن من التفتيش عليه مرة أخرى الا بعد قرن لكثرة واجباتها ولقلة اعدادها.

حال الكثير من المطاعم ومعارض الحلويات مرعب ومخيف وكارثي بكل معنى الكلمة، كحال مركبات نقل الحجاج والمعتمرين الأردنيين، التي نجح منها في الفحص الفني 4 مركبات من اصل 41 مركبة !!.

اطعمة منتهية الصلاحية او مخزنة في ظروف مزرية حيث الصراصير والجرذان والزواحف. واطعمة تنقل في تنكات نضح المياه العادمة والمجاري (ألا تذكرون؟؟) وأصحاب مطاعم و معارض حلويات بلا ضمير والشغيلة الذين يطعموننا يعلم الله وحده ان كانوا يغسلون أيديهم او يحضرون الوجبات والحلويات بارجلهم.

وتعالوا الى أرشيف تلك المطاعم القريب. ضبطت كوادر الرقابة الوطنية محل حلويات شهيرا لبيع الكيك و»التورتات» يستخدم مواد منتهية الصلاحية لا تصلح لاكل البشر ولا لعلف الحيوانات، فهل انتهى ذلك المحل ام انه ما يزال مكتظا وكأن الذي تم ضبطه محل آخر في كوكب آخر؟!! لقد نسي الناس المقارفة التي تمت نسيانا تاما.

وضبطت كوادر الرقابة الوطنية مطعم مشاوي شهيرا ، يطعم خلق الله زبالة ولحوما لا تاكلها الكلاب، فهل توقف الرواد والزبائن عن «التلذذ» بما يقدم لهم ؟؟ أم ان الاقبال عليه ما يزال هو هو؟ بل ما يزال الاقبال عليه كبيرا.

كيف يعقل ان يبيعك محل كباب و مشاوي على الطرق العامة كيلو الشقف ب 10 دنانير لو لم يكن لحما « فيه إنّا» ؟ والناس يشترون. وتراهم يشترون لحمة مفرومة ولا يطلبون ان تفرم اللحمة امام نواظرهم!!

كيف يعقل ان لحّاما يسوق سيارة ثمنها 100 الف دينار وكيف يعقل ان صاحب محل هريسة يبني فيلا بكلفة 800 الف دينار لولا ان الغش والحرام والاستغفال والاستهبال «في النص» و النماذج لا تحصى!!

لا تعينوا الفاسدين على فسادهم ولا تمكنوا اللصوص من ارزاقكم واعماركم.