ترقيعات بثوب بالي؟! / أسامة طارق الزعبي

ترقيعات بثوب بالي؟!

أسامة طارق الزعبي

نحتار كثيرا عندما نكتب ونحتار اكثر عندما نتحدث عن تشكيل الحكومات في الاردن وتعديلاتها الهشة والتي لاتغني ولاتسمن من جوع وهي في الاغلب ترحيل فشل الحكومة واستبدالها بوجوه  قديمة جديدة دون تغيير النهج  مع سبق الاصرار .

والمؤسف ان معظم هذه الوجوه القديمة الجديدة اثبتت فشلها في وزارات سابقة او مواقع قيادية اخرى وكأنهم قدر الله علينا يتم تداولهم وتدويرهم بين الحين والآخر ليبقوا جاثمين على صدورنا  رغما عنا وتحت شعار “شاء من شاء وأبى من أبى”.

المتتبع لما يجري في الوطن وحتى البسطاء من الناس يلحظ حجم الفساد المستشري في جسد الوطن ” كالسرطان ” والعياذ بالله وحجم الوهن الذي أصابنا والتراجع المخيف في كافة قطاعات الدولة وتراجع المستوى المعيشي للمواطن بشكل مرعب  حتى اوصلت المواطن لدرجة الاحتقان والغليان والتي اصبحت تنذر بما لايحمد عقباه وكل هذا بفضل السياسات الحكومية الرعناء والفاشلة وخاصة الاقتصادية منها وكأن الحكومات ووزرائها من كوكب اخر لايمت للوطن والمواطن بصلة .

معظم الوزراء ورؤساءهم مستفزون وتصريحاتهم  سطحية ومضحكة وسخيفة ومستخفة بعقول الجميع ووصلت حد “القرف “الذي لا يطاق والتي لا تنم عن عقلية وزير او مسؤول واع بشؤون وزارته او مؤسسته لأنه لا توجد لديه اي خطط  او استراتيجية عمل يعمل من خلالها ويتم محاسبته وتقيمه من خلال التطبيق والانجاز .

من البديهي ان يتم التعديل الوزاري بين الحين والاخر لان معظم الوزراء لا يهمهم الا جمع الاموال والحصول على الامتيازات والوكالات لهم ولزبانيتهم حتى اثقلوا كاهل الوطن والمواطن واصبحنا نسمع أنينهم بشكل واضح ومؤلم .

عن اي تعديل نتحدث؟ عن تغيير الوجوه والملامح ! عن مجموعة تتبادل الادوار والمصالح ! هل هذا هو الاصلاح يا حكومة النهضة؟.

الاصلاح لن يتحقق حتى نرى وجوه وطنية جديدة ملامحها أردنية متعبة ومرهقة بحب الوطن .. طاهرة ونقية كأرض الاردن الطهور …نريد اشخاصا نحسبهم منا فقراء يعيشون بيننا همهم همنا يجوعون كما نجوع ويألمون كما نألم ويحلمون كما نحلم همهم الوطن ليبقى عزيزا شامخا يلفظ كل الفاسدين والمفسدين الى مزابل التاريخ.

اعتقد انه كان يجب ان تقال الحكومة باكملها كأقل تقدير لفشلها الكبير بالتعامل مع معظم الملفات الوطنية وفشلها الذريع بالاصلاح في مختلف المجالات وعدم محاربتها للفقر والبطالة ومكافحة الفساد وجلب الاستثمارات وعدم فرض هيبة الدولة في تطبيق القانون ليسود العدل والمساواة بين كافة افراد الشعب تحت مظلة الدستور والقانون ولا احد فوق القانون.

والحق “والحق يقال” ان من أهم إنجازات حكومة النهضة ترسيخ شعور الظلم والقهر لدى غالبية الاردنيين وزيادة الاحتقان الشعبي وتوسيع الفجوة بين الدولة والشعب وهنا مكمن الخطورة لأن الثوب البالي لا يمكن اصلاحه بمزيد من الترقيعات بل بثوب جديد ناصع البياض.