تظاهرات لبنان تستمر لليوم الثّالث بمَزيدٍ من الزّخم

كنانه نيوز – استمرت التظاهرات في لبنان سلمية وشعبية ومدنية رغم تدخلات مناصري الأحزاب السياسية، سواء برفع أعلام حزبية وتوجيه الشعارات نحو الخصوم كما هو حال الحزب التقدمي الإشتراكي بزعامة “وليد جنبلاط”، أو استخدام العنف ضد متظاهرين في مدينة صور جنوب لبنان من قبل مناصرين لحركة أمل بسبب ما أطلقه المتظاهرون من شعارات ضد زعيم حركة أمل” نبيه بري” وهجوم المتظاهرين على أملاك تابعة للسيدة رندا بري زوجة زعيم الحركة بري، أو النزول بشكل حزبي منظم وبشعارات ضد عهد الرئيس عون كما يفعل أنصار حزب القوات اللبنانية” سمير جعجع”.

وحاولت القوى السياسية المتخاصمة في لبنان والمشاركة بذات الوقت في حكومة واحدة ، النفخ على الغضب الشعبي لأخذه ضد خصومها، واستغلالها لتحقيق أهداف سياسية أو تصفية حسابات حزبية، وهذا ما أشار وحذر منه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عندما قال بشكل صريح” “عندما ينزل البعض او يطلب من قواعده اسقاط العهد ومواجهة العهد يعني صار هناك استغلالاً للحراك الشعبي لاهداف سياسية”.

وتوجه نصرالله إلى تلك القوى السياسية بالقول “للقوى السياسية التي تريد الان في هذا التوقيت السيء والحساس خوض معركة اسقاط العهد “عم تضيعو وقتكم وهذا توقيت خاطئ والعهد ما فيكم تسقطوا” لذلك لنرجع الى عقولنا والتصرف بمسؤولية لتخطي هذه المرحلة الصعبة”. نصرالله كان يشير بشكل واضح إلى وليد جنبلاط وسمير جعجع ، حيث حاول الزعيمان خلال اليومين الماضيين التصويب على رئيس الجمهورية ميشيل عون ومحاولة إسقاط عهده عبر الدعوة إلى استقالة الحكومة وتحميل مسؤولية الوضع الذي آلت إليه البلاد لرئيس الجمهورية .

ورد حزب القوات على كلام نصرالله عبر النائب فادي سعد الذي خاطب نصرالله عبر توتير قائلا ” يا سيد حسن ليتكم تطبقون ما تعلنون في مقاربة الإصلاح. ولتتواضعوا قليلا رحمة بالناس المقهورين، وانتبهوا إن ثورة الشعب قد بدأت”.

وإذ بدى أن كلام نصرالله يتقاطع مع موقف رئيس الحكومة سعد الحريري أمس وكلام رئيس التيار الوطني جبران باسيل، فإن الخارطة السياسية في لبنان انقسمت بين فريقين الأول يضم التيار الوطني الحر وتيار المستقبل وحركة أمل وحزب الله ، وهو فريق يدعوا إلى التمسك بالحكومة مع تمرير سلة إصلاحات ترضي الشارع المنتفض، وهذا حسب وجهة نظر هذا الفريق يجنب البلاد الفراغ والفوضى . بينما الفريق الآخر يضم حزب القوات اللبنانية و الحزب التقدمي الإشتراكي ويدفع إلى استقالة الحكومة والبحث عن حلول أخرى من قبيل حكومة اختصاصيين أو حكومة مصغرة، ويبدو ان هذا الفريق يفكر في الانسحاب من الحكومة وترك الفريق الآخر بمواجهة الشارع، بينما تتحول هي للمعارضة بانتظار فشل الآخرين وبالتالي الاستثمار بهذا الفشل.

ومع هذا الانقسام فإن صراعا سياسيا باصطفافات جديدة دخل هذه المرحلة الحساسة في لبنان، وبانتظار النتائج.

رأي اليوم