طالب القرب يا ايفانكا / علي الشريف

طالب القرب يا ايفانكا
علي الشريف
قالت صحيفة نيويورك ديلي نيوز إن السعودية والإمارات قررتا ضخ 100 مليون دولار في صندوق إيفانكا ترامب ابنة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بغرض بدعم سيدات الأعمال حسب التقرير.
قبل ذلك قرات عن حجم الهدايا التي بلغت بعشرات الملايين والتي تسلمها السيد ترامب نتيجة زياراته التاريخية للسعودية وتدشينه لحلف اسلامي امريكي لمكافحة الارهاب .
ربما لا يحق لنا الاعتراض على ما سمعنا فاعلامنا العربي بقده وقديده مبني على امرين لا ثالث لهما اما الامر الاول فهو التسحيج والهز واما الامر الثاني فهو قلب الحقائق وما قراناه اكثر ما ورد عبر الاعلام العربي بكافة صنوفة
اميل الى تصديق خبر صحيفة نيورك ديلي نيوز المتعلق بايفانكا التي اشغلت عقول العرب وسرقت قلوبهم فاصبح حضورها اهم من حضور والدها وكل افراد قيادته الامريكية واهتم فقط بمسالة تقديم 100 مليون دولار لدعن نشاطات سيدات الاعمال بامريكيا.
ماذا تعني هذه الحنية العربية تجاه سيدات الاعمال الامريكيات في الوقت الذي تعاني فيه المراه العربية من عشرات قصص القمع والتي تبدا من المنع من قيادة السيارة لان ذلك محرم بالنسبة لها والسماح لها بالتجوال بالسيارة برفقة سائق عريب هندي او غيره اليس هذا فيه حرمة اكثر.
ماذا يعني ان تلاقي المراة العربية لظى العيش وتتهم بالتخلف ويعتبر مكانها فقط المطبح او السجن حاليا بسبب الظروف بينما تقدم اموال لايفانكا يمكن ان تنهض بالمراة العربية فكريا وعلميا واجتماعيا لسنوات للامام.
ثم ما هو السر بتلك الجميلة ايفانكا والتي جعلت كل الاعلام العربي يسلط الضوء عليها وعلى تحركاتها وجلستها وابتسامتها وينسى بيان القمة وما حمل وما حوت القمة ربما اصبح اعلامنا يقاد بنظرات العيون او بمشي الهوينا التي تتقنها ايفانكا.
هذا شي والشيء الاخر هو الاتفاقيات التي ابرمت وهذا الامر هو حق السعودية بابرام الاتفاقات التي تعتقد انها بمصلحتها وفي هذه الحالة من حقها ان تتفق مع الشيطان ما دام العرب لا زالوا ينظرون الى جمال ايفانكا ويتناسون الخطر الفارسي وما دام المسلمون غثاء غثاء السيل وما دامت المواقف تتبدل كتبدل الليل والنهار وما زالت كل العيون تتجه نحو النحر وما دون.
من حق السعودية كل ذلك فهي لم تدفع من جيوبنا انما دفعت من انتاجها ولم تقدم الاموال هبات لترامب انما بدل اتفاقيات لشراء اسلحة ولا يحق لنا باي حق ان نعترض ما دمنا للان لا نستطيع ان نتقن صناعة راس العبد ولا يحق لاحد ان يطالب السعودية وغيرها بتسديد عجره بينما ملياراته تدخل الى سويسرا بالعشرات.
ايفانكا يا عزيزتي
لانك الان الاهم والاجمل والاقوى وصاحبة الراي والمشورة … لانك صاحبة الحظ الاوفر من الدلال عندنا وكلامك لا يرد … ولانك الاقدر على فهم هواجسنا وتفكيرنا وما بين جوارحنا واصلي ولا تفاصلي .
لانك لا تعرفي معنى الوشم الا للزينة ولانك لم تجربي حلب الماعز ولا صناعة الزبد واللبن والجبن … لانك يا شقراء يا حسناء … لم تلفحك شمس التعب ولم تنجبي ابنائك عند الداية ولم تشعري بمخاض الايام ولم تتشقق قدماك من شطف بيت الدرج او تكنيس حوش الدار ولانك لم تعرفي لسع الناموس ولا القارص ولم تشمي رائحة البصل ولم تقومي بقطف الزيتون حتى تتاكل يداك ولم تجربي مواسم حصاد القمح ولم تلتقطي البيض من خم الدجاج.
لان سيدات الاعمال عندنا ابدعت في الزيت والزعتر وابدعت في التربية وصناعة الرجال ولانها كانت تلد في حقول القمح وتحت شجر الزيتون يوم القطاف واكثر ابداعتها صناعة المخلل واكثر عطورها كانت زجاجة تاتيها في العمر مرة بلا رائحة ولا لون ولا اسم.
لانك ايتها الفاتنه قهرت ليليى العامرية ولبنى وجولييت وعبلة وعند اهداب عيونك خر قيس قتيلا وعنترة اسيرا لان الشعر توقف واختنقت حروفه عند محياك ولان لغتنا ضاعت عند حروف اسمك .
ولان اسم عبلة وخولة والهنوف والعنود اصبحت مزعجة لا تناسب حضارتنا ولان الحناء على الجدائل ما هوالا صبغة تخفي عيوب الشيب ولا يقف امام خصلات شعرك الاشقر… لاجل هذا كله يا عزيزتي ..انا طالب القرب.