انطلاق الحدث الفلسطيني الأضخم.. مسيرة العودة الكبرى – مباشر

كنانه نيوز – صفا

تبدأ اليوم الجمعة، فعاليات مسيرة العودة الكبرى-التي تشكل حدثًا فارقًا في التاريخ الفلسطيني المعاصر-والمقرر أن تتواصل لحين اجتياز السياج الفاصل مع الأراضي المحتلة وتحقيق العودة؛ بمشاركة أطياف الشعب الفلسطيني ومن أماكن لجوئهم كافة، وذلك بعد مرور نحو 70 عامًا على نكبة فلسطين وتهجيرهم من أرضهم.

وتوجه في وقت مبكر من صباح اليوم مئات الفلسطينيين في قطاع غزة لمخيمات العودة المنصوبة في خمس مناطق تبعد 700 متر عن السياج الفاصل مع الأراضي المحتلة، عقب انتهاء الاستعدادات لاستقبال الآلاف هناك، لإقامة صلاة الجمعة هناك ومجموعة من الفعاليات.

وتوزعت كالتالي: في رفح بمنطقة “قوز أبو خصلة”، وفي خانيونس شرق بلدة خزاعة، فيما تم نصب مخيم المحافظة الوسطى شرق مخيم البريج، أما في غزة بمنطقة الكسارات نهاية شارع المنصورة شرق حي الشجاعية، وأخيرًا مخيم الشمال في منطقة أبو صفية شرق مخيم جباليا.

وتم تجهيز تلك المخيمات بغرفة وطنية للخدمات الطبية، بمشاركة وزارة الصحة والهلال الأحمر، مع توفير مياه، وأمور لوجستية، وسيمكث بعض المواطنين ليلًا ونهارًا داخل الخيام، وستكون هناك سلسلة فعاليات يومية، وفق المنظمين.

يذكر أن فصائل العمل الوطني والإسلامي ومكونات شعبنا دعت أبناء شعبنا للمشاركة الفاعلة في فعاليات المسيرة مع الالتزام تحت الإطار الوطني الجامع، ورفع الأعلام الفلسطينية فقط.

فقد دعت حركة حماس جماهير الشعب الفلسطيني في كل مكان للمشاركة الواسعة في “مسيرة العودة”، والالتزام الدقيق بسلميتها والابتعاد عن أي مظهر من المظاهر التي يمكن أن تحرفها عن هدفها، فيما قالت فتح إنها “تواصل استعداداتها لإنجاح المسيرة”.

كما دعا العلماء في قطاع غزة جماهير شعبنا في الوطن والشتات، رجالًا ونساءً شيوخًا وأطفالًا، إلى المشاركة الفاعلة بمسيرات العودة وكسر الحصار، مؤكدين أن المشاركة في مسيرات العودة واجب شرعي ووطني.

وطالبت اللجنة المنظمة للمسيرة “كل المؤسسات المجتمعية بتوجيه أنشطتهم الثقافية والاجتماعية والرياضية إلى ميادين الاعتصام لتحويل تلك الساحات غلى حالة إزعاج متواصل للاحتلال وآلية للضغط على المجتمع الدولي”.

كما دعت المدارس والجامعات والكليات وكل المؤسسات بتنظيم رحلات إلى ميادين الاعتصام لتصبح تلك الميادين قبلة الجماهير لنكرس ثقافة العودة في عقول وقلوب أبنائنا، فيما طالبت العائلات بتنظيم رحلات عائلية للتمتع بجمال الطبيعة في أرضنا وديارنا المحتلة.

لبنان وسوريا والضفة

وفي لبنان سوريا، يتهيأ اللاجئون للاتجاه نحو الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة الجمعة المقبلة، ضمن فعاليات المسيرة، تحضيرًا لاجتياز السياج الفاصل، وفق اللجنة الوطنية للمسيرة.

وستكون مشاركة لاجئي لبنان في منطقة “مارون الراس” على الحدود اللبنانية الفلسطينية، أما لاجئي سوريا سيكونون في مخيم “خان الشيخ” القريب من القنيطرة قرب الحدود السورية-الفلسطينية.

وفي هذا الجانب، طالبت اللجنة التنسيقية الدولية للمسيرة أهلنا في الضفة الغربية والداخل المحتلين ودول الطوق بسرعة الالتحام بالمسيرة الكبرى لنثبت للعالم أن إرادة الشعب الفلسطيني إذا نهضت فإنها قادرة على إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية بأسرها.

وشددت اللجنة في بيان لها أمس على أن يوم الجمعة “لن يكون مهرجانًا جماهيريًا ينقضي مع الغروب، إنما سيتحول إلى اعتصام شعبي سلمي وقانوني مفتوح في الميادين سواء في الداخل او الشتات ولا ينتهي إلا بالعودة الفعلية”.

ودعت المهجرين في كل دول العالم للقيام بواجبهم وضرورة الاعتصام والتظاهر والتواصل مع كافة المؤسسات المدنية والحقوقية والاعلامية والتضامنية وكل أحرار العالم لدعم وإسناد مسيرة شعبنا وحقه في العودة، وطلب الحماية لمسيرة العودة الكبرى والمشاركين فيها.

وفي 15 مايو المقبل يكون مر على الفلسطينيين 70 عامًا على النكبة التي تعرضوا لها جراء احتلال أراضيهم وتهجيرهم على أيدي المهاجرين الجدد من الصهاينة اليهود بمعاونة الاحتلال البريطاني.

ممارسة حق العودة

وتُعد المسيرة تطبيقًا عمليًا للقرار 194 الصادر عن الأمم المتحدة في 11 ديسمبر 1948، وينص على حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم التي هجروا منها، وفق عضو اللجنة التنسيقية للمسيرة صلاح عبد العاطي.

وأكد عبد العاطي أنها تأتي في ظل فشل المنظومة الدولية عن تحقيق هذا القرار، والذي تم تأكيده أكثر من 100 مرة، في وقت تتواصل فيه معاناة شعبنا، وتوالي القرارات الأمريكية الجائرة تجاه حقوقنا ومقدساتنا.

وشددت اللجنة في بيان لها أن “شعبنا يمارس حق العودة، ويستعيد حقوقه بيديه العاريتين وأن يعود إلى أرضه ودياره بطريقة سلمية ومسلحًا بالقرارات الدولية وبالقانون الدولي وبمبادئ حقوق الإنسان وبدعم أحرار العالم”.

وذكرت اللجنة أنه “لم يعد هناك جدوى من انتظار حلول سياسية عادلة تعيد اللاجئين لديارهم أو تمنع الاحتلال من الاستيطان ومصادرة الأرض والعدوان المتكرر والحصار”، وتساءلت: “علام الانتظار؟”

وتأتي المسيرة في ظل مجموعة كبيرة من المخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية، وعدم نزاهة أمريكا لرعاية أي عملية تسوية مستقبلية مع تلويحها بفرض رؤيتها للتصفية، إضافة إلى صدور مئات القرارات الأممية لصالح القضية الفلسطينية وعدم تطبيقها على الأرض.

وكانت اللجنة التنسيقية للمسيرة أعلنت بفبراير عزمها الانطلاق بمسيرات سلمية جماهيرية شعبية تشمل جموع اللاجئين من شتى أماكن لجوئهم المؤقت صوب فلسطين المحتلة عام 1948 لتحقيق العودة التي نصت عليها القرارات الدولية.

تخوفات الاحتلال

ومقابل التحضيرات الفلسطينية لتحقيق القرارات الدولية بالعودة، أعلن جيش الاحتلال إغلاقًا شاملاً على الضفة الغربية وقطاع غزة ابتداءً من مساء الخميس ولمدة أسبوع لمحاولة تطويق “مسيرات العودة”، وسط إجراءات أمنية مشددة.

وتوزعت تهديدات قادة الاحتلال محذرةً من إقدام المواطنين العائدين لأراضيهم المحتلة من الاقتراب من السياج الفاصل، متوعدين بإطلاق الرصاص والقنابل الغازية لمنعهم.

وأمام هذه التحذيرات الإسرائيلية، أقام منظمي المسيرة سوتر ترابية لحماية المخيمات في قطاع غزة، كما أعلنت وزارة الصحة ولجان الرعاية الصحية رفع حالة الجهوزية للتعامل مع أي طارئ.

وحملت وزارة الخارجية الفلسطينية حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائج وتداعيات التهديدات العلنية بالقتل والإعدام الميداني بحق أبناء الشعب الفلسطيني، عشية “مسيرات العودة”.

وتأتي التخوفات الإسرائيلية، للتهديد الوجودي الذي يمثله عودة اللاجئين الفلسطينيين من أماكن تواجدهم كافة للأراضي المحتلة.

وكان الباحث في الشأن الإسرائيلي صالح النعامي رصد إنجازات مسيرة العودة الكبرى قبل بدئها فعليًا.

وقال إن المسيرة فرضت قطاع غزة على رأس جدول الأعمال السياسي والعسكري والاجتماعي والإعلامي في “إسرائيل”، وأجبرت رئيس الأركان الإسرائيلي غادي أيزنكوت على الاعتراف أن “غزة مصدر التهديد الرئيس على الأمن الإسرائيلي في الوقت الحالي”.

وذكر أنها “مثّلت رسالة واضحة للقوى الإقليمية المتهافتة على التعاون مع الصهاينة على أن الفلسطينيين قادرون على قلب الطاولة بشكل يعيد الأوراق”، وتحمل في طياتها تمكين الفلسطينيين من استعادة زمام المبادرة وتحولهم إلى طرف يؤثر ويتم الأخذ بمواقفه.

وأضاف النعامي أن المسيرة استنزفت الكيان الإسرائيلي “كما عكس ذلك استنفار المجلس الوزاري المصغر، وهيئة الأركان، وقيادة المنطقة الجنوبية، والتدريبات الواسعة في قاعدة تسئليم”.

وفي محاولة لإفشالها، كشفت أجهزة أمن المقاومة الفلسطينية أول أمس بعد قبضها على متخابر مع الاحتلال أن هناك قلق إسرائيلي من مسيرات العودة، فقد كلف ضابط المخابرات المتخابر بمهام أبرزها التحريض على فعاليات 30 مارس، وبث الشائعات حولها بهدف إشعار الغزيين بالخوف من المشاركة في الفعاليات المرتقبة”.