العشائر … وزمام المبادرة / الدكتورمحمود العمر العمور

العشائر … وزمام المبادرة / الدكتورمحمود العمر العمور
 
في ظل حالة الضعف والتردي الذي تعاني منه الأحزاب السياسية في الأردن، والتي لم تعد بمقدورها الأخذ بزمام المبادرة لقيادة معارضة قوية لنهج الحكومات المتعاقبة، فيما فيه مصلحة الوطن والمواطن، ووضع برامج ومخرجات قابلة للتطبيق للنهوض بالوطن والأمة.
 
وفي وجود برلمانات ضعيفة، تزداد ضعفا جيلا بعد جيل، بسبب ضعف الأحزاب السياسة، وقوانين الانتخاب، وتغول الحكومات، فأصبحت هذه البرلمانات غير قادرة على مراقبة ومحاسبة الحكومات المتعاقبة فيما فيه مصلحة الوطن والموطن.
 
لذلك يستشري الفساد المالي والإداري والسياسي والاجتماعي، وتردي الأوضاع الإقتصادية، في ظل غياب برامج حكومية حقيقة وفاعلة للإصلاح الإقتصادي والسياسي والإجتماعي، في منظومة تزيد من فقر الطبقة الفقيرة، واضمحلال الطبقة الوسطى، وتغول الطبقة الغنية.
 
وفي ظل رباط تاريخي مقدس بين الشعب وبين قيادته الهاشمية، والتي تمتلك إرث ثورة عربية كبرى ضد الظلم، أدى إلى استقرار سياسي واجتماعي تاريخي.
 
وفي ظل الدور العشائري الكبير في حياة الأردنيين، والذي كان له دور ايجابي ومواقف عظيمة على مستوى الوطن والأمة، مع وجود بعض السلبيات هنا وهناك، إلا أنه حان الوقت للعشائر أن تأخذ زمام المبادرة في ايجاد دور فاعل لها في الحياة السياسية، من خلال منظومة سلمية ضاغطة ومؤثرة، وفي مراقبة الحكومات والدفع من خلال البرلمان إلى محاسبتها، والمحافظة على مقدرات الوطن، وتحسين الوضع الاقتصادي، ومحاربة الفساد المالي والإداري والاجتماعي، وبالتالي المحافظة على استقرار الوطن سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
 
نعلم أن البعض وباسم العشائر والعشائرية يحارب الإصلاح بمختلف أشكاله، لكنه حان الوقت كي نضع العشائر عامة والكبيرة خاصة ضمن مسؤوليتها التاريخية والدينية والوطنية، فأنتم مسؤولون أمام الله والشعب وقيادته والأمة عن الحفاظ على هذا الوطن الآمن المستقر بقيادته الهاشمية، ومحاربة الفساد بكل أشكاله، والعمل على الإصلاح في ظل ضعف الأحزاب السياسية والبرلمانات المتعاقبة، وفي ظل حكومات لم تعد قادرة على توجيه دفة القيادة بالاتجاه الصحيح.