تضحية بلا حدود / د.بيتي السقرات

كنانة نيوز –

تضحية بلا حدود

د.بيتي السقرات- الجامعة الأردنية –

في سجل الحياة الإنسانية يوجد أعمال كثيرة نبيلة كلها يمكن سدادها إلا ما تقوم به الأم، حيث أنها حملت الجنين وحملت بذلك روحها على كفها، فقبل نفخ الروح في الجنين تكرّس حياتها لابنائها.

ومن جميل القصص تلك القصة الإغريقية التي تحدثت عن فيرينوس ابنة البطل وأخت الأبطال الأولمبيين، التي ربت ابنها ليكون بطلاً كما أبوها وإخوتها، ولأن حضور الألعاب ممنوع في ذلك الأوان على النساء، كشفت صرخة الفرح كسرها للحظر وحضورها بين الجمهور إثر فوز ابنها بالبطولة، فكان القرار بإعدامها بإلقاءها من فوق الجبل، لكنهم تراجعوا بسبب بطولات أهلها في الأولمبياد.

الأم هي التي تسبقنا للفرح بأفراحنا وهي القلب الذي ينفطر إذا ألمّ بنا حزن. عند تعبئة بياناتنا يكتب “اللغة الأم” وهذا التعبير جاء من أن الأم هي مصدر تعلم اللغة الأول للطفل وهي تصبغه بالصدق وتصقله بتعليم الكرم والطيب والخصال الجيدة التي سترافقه في حياته.

فكما أن الوالدة أولى الناس بالرفق والرفقة، فإن رضاها كذلك بوابة الجنة وطاعتها تأتي من أشكال اكتمال الإيمان، فالإحسان للوالدين رزق يغفل عنه البعض وربما نغفل عنه بعذر الانشغال.

الأم هي حياة تشعر بمن يمرض وتسهر حتى يشفى وتجوع حتى نشبع وتلبس القديم كي توفر اللباس الجديد لطفلها. كل البشر يمكن أن يتخلوا عنك إلا الام، فهي أول من يدافع عنك ويساند اذا تخلى عنك الجميع، ومن جميل ما فطر الله عليه الأم رعايتها اللا متناهية لكل أطفالها مهما بلغوا من العمر، فهي ترعى المريض و تبقى تحنو على ابنها خاصة إذا كان من ذوي الاحتياجات الخاصة، فهي ترعاه حتى لو صارت بالكاد قادرة على خدمة نفسها،فهي لا تكل و لا تمل ولا تفتر في سبيل صغارها.

وكما كانت الأم أسطورة منذ بدء الخليقة هاي هي تعيد لنا ما يثبت أن الأمومة هي صانعة التضحيات، في غزة؛ الأم هي من ربّى وأعدّ للتحرير فلذات الكبد ورجالات الوطن.

ونحن في نجاحاتنا لسنا سوى ما صنعته أمهاتنا بتحويلنا لقصة نجاح من شبه العدم. اللهم أطل أعمار كل الأمهات وكلل قلوبهن بما يسرهن في عيد الأم واجعل كل أيامهن أعياد.

* إهداء لتلك الأم التي تبتسم لي كل صباح وهي توصل فلذة كبدها “من ذوي الهمم” للقاعة التدريسية، أتعلم منك دروسا كل يوم ، شكرا.