إضاءات رمضانية ( 7 ) “الأطفال في رمضان” / الصحفي بكر محمد عبيدات

كنانة نيوز – الصحفي بكر محمد عبيدات-

ما أن يُعلَن عن بدء شهر رمضان المبارك ؛ حتى تجد الأطفال من مختلف الأعمار وبصورة ملحوظة يُقبلون على المساجد والمصليات خاصة في صلاتي العشاء والتراويح وكل في المنطقة التي يقيم بها , ومنهم شأنه شأن الكبار يأتي للصلاة والتعبد , ومنهم فقط يأتي لغايات اللعب واللهو وشرب المياه المبردة, وآخرين للعب مع أقرانه داخل المساجد وكل له طريقته في التعبير عما يجول في خاطره .

وهناك اطفال ملتزمون ومميزون داخل المساجد , وهناك أطفالا يتجولون بين صفوف المصلين وكأنهم يبحثون عن ” ضالة ” لهم فقدوها.

والتعامل مع الأطفال في المساجد وهي بيوت الله تعالى تحتاج منا الى المزيد من الحرص والتنبه , وأن لا نظلمهم , وأن نكون عادلين في المعاملة , وان نحرص على تقوية علاقتهم بالمساجد لا ان نكون منفرين لهم  , وقد جسد الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم الرفق بالاطفال بالمساجد في أحاديث نبوية شريفة وأقرها في تصرفاته – صلى الله عليه وسلم – مع إبني الخليفة علي بن ابي طالب – كرم الله وجهه ؛ الحسن والحسين حينما كانا يثبان وهم صغار على كتفيه وهي يصلي ولا يصيبه اي حرج جراء ذلك الأمر .

وعلينا أن نقوم بتوعية الأباء الذين يقومون بإصطحاب اطفالهم للمساجد , الى جانب تعريف المصلين باهمية تعريف الأطفال بالصلاة وأدبيات التعامل مع المساجد بالصورة المناسبة ووفق التعاليم الاسلامية الحكيمة ,وان يقوم الآباء بتعريف الأبناء بحرمة المساجد وعدم الإضرار بالمصلين او التأثير عليهم وعلى خشوعهم , وبالمقابل علينا الرفق بالاطفال حتى لا ننفرهم من المساجد وبالتوازي مع الحفاظ على حرمة المسجد وضمان خشوع مرتاديه في صلاتهم . . وأنه ينبغي علينا كمسلمين أن نعود أطفالنا على ارتياد بيوت الله , عِوضا عن بقائهم حبيسي البيوت , او لاهثين بالأزقة والشوارع , ذلك أن تواجدهم في هذه الأمكنة من شأنه تعريضهم لمصاحبة رفاق السوء , وبالتالي فساد أخلاقهم , كون الرفيق السيء لن يأتِ بخير أبدا , في الوقت الذي فيه يتعلم محاسن الأخلاق وأجودها في المساجد وفي بيوت الله تعالى , وان علينا أن نحفزهم بمختلف الطرق للذهاب للمساجد ,وأن يقوم الأب او ولي الأمر بالتوجيه افضل من أن توجهه الشوارع أو أشخاص آخرون .

وتعد مسألة دخول الاطفال الى المساجد وإرتيادها من الأمور المهمة خاصة في سنوات عمرهم الصغيرة , وان نحرص على تواجدهم بها , والابتعاد عن تعنيفهم , ذلك أننا بهذه الطريقة نضمن إعتياد الأطفال الصغار على الذهاب للمساجد منذ نعومة أضفارهم , وبالتالي يتعلمون الامور المتعلقة بالدين الإسلامي من صلاة وصوم وتلاوة القرآن الكريم و غيرها من العبادات التي تجعل منهم أفرادا فاعلين وصالحين .

وفي المقابل ؛ لا ينبغي على الأب ان يقوم بإحضار الأطفال غير المميزين وممن هم في سنوات عمرهم الأولى , ذلك أنهم لا يميزون بين الأعمال الضارة وتلك غير الضارة , ولا ينضبطون ولا يخضعون لاي توجيهات ,فلا ضير ان تجاوز عمر الطفل الاربع او الخمس سنوات من قدومه الى المسجد اما ذلك الطفل الذي لم يبلغ من العمر اقل من هذه السنوات فلا يجوز احضاره الى المسجد ,وأن على الآباء مسؤوليات تتعلق بتعريف أبنائهم في المنازل بكيفية التعامل مع الآخرين , وكيفية دخول المساجد , ويعلموهم الالتزام بقواعد ادبية في الجلوس في الصلاة , وان يعلمهم بان ارتفاع الأصوات بالمساجد من الامور غير المقبولة مطلقا , وأن يكون متابعا لهم خلال فترة وجودهم بالمساجد , وعلينا ان نقوم بتشجيع الاطفال للذهاب الى المساجد , لما لذلك من فائدة ومنفعة تعود عليه بالدرجة الأولى وعلى مجتمعاته المحلية واسرته , وان لا تكون عملية الذهاب للمسجد بصورة قسرية وبالتالي تتولد لديه قناعات بان الاسلام دين عنف وقسوة , وحتى لا ترتبط لديه فكرة الذهاب للمساجد بالاكراه , والاجبار , فيقوم بالتالي بالابتعاد عنها , وهنا ننبه بان من خطورة صد الاطفال وضربهم وطردهم من المساجد في حال ارتكبوا اية خطأ مقصودا او غير مقصود , وهذا ليس حلا , بل على العكس فقد يحدث لديهم صدمة وتولد لديهم شعورا بالنفور منها .

وتبرز في المقابل ؛ أصوات من المصلين بضرورة العمل على انه لا يجوز للطفل غير المميز ان يدخل المساجد , كون لا يعي ولا يدرك العديد من الامور المتعلقة بالمساجد , ولا يدرك حجم ما يقوم به من أعمال , وان الاطفال المميزين لا حرج من دخولهم المساجد ,كونهم يعون ويعرفون ما يقولون وما يعملون , وان علينا واجب كآباء ان نعرف اطفالنا بكيفية التعامل مع المساجد بالصورة المناسبة منذ نعومة اضفارهم , لا ان نتركهم فريسة لوسائل الاتصال الحديثة والشوارع كي تعلمهم أمورا ليست معروفة , وتعرفهم بأشياء من شأنها التأثير عليهم بصورة سلبية.. وبقي القول بأن هناك مثلا عثمانيا يقول :” إذا لم تُسمَع أصوات الأطفال في الصفوف الخلفية في المساجد، فعلينا أن نقلق على الأجيال القادمة “.