22
كنانة نيوز –
في ذكرى وفاة الأمير النبيل زيد بن شاكر طيب الله ثراه
كاظم صالح الكفيري
تشكلّت مؤسسات الدولة الأردنية الحديثة وكان في الأمير زيد بن شاكر في القلب والصميم من عملية صنع القرار، صاحب رأي سديد ومشورة أمينة اكسبته ثقة الحسين طيب الله ثراه، أميناً على ثوابت الدولة ومسؤولاً كان بحجم التحديات، بدأ حياته ومسيرته جندياً ألمعياً وملتزماً في صفوف الجيش العربي، بين زملائه من أبناء الأردن الذين شاركهم شرف الجندية والمسؤولية، وخاض إلى جانب منتسبيه معارك الوطن على ثغور الدفاع عن ثرى الأردن، بعدها تبوأ المواقع التي ترك أثراً طيباً فيها، شكل ثلاث حكومات، شهدت اولاها أرقى نموذج إنتخابي العام 1989 انتج برلماناً ممثلاً لإرادة الشعب الأردني، وفي مرحلة التأسيس للإنفتاح الديمقراطي والتعددية والعمل الحزبي الحر دعم مسيرة الإصلاح السياسي التي لا تزال النموذج الذي يحلم الأردنيون بعودته.
عرفه الناس قريباً منهم، ومن همومهم وأحلامهم، اتسمت شخصيته بالهدوء والتواضع والنزاهة، ليس في سجلّه خصومات حتى مع من عارضه واختلف معه، ولم يعرف عنه نزعات الإنتقام والملاحقة والتضييق بحق أحد، مترفعاً عن الصغائر والمناكفات، ومتقبلاً النقد بصدر منفتح، وفي مراحل ولم تشهد حكوماته الثلاث أي إجراءات من شأنها الإثقال على المواطنيين من رفع أسعار او اللجوء إلى جيوبهم لتسديد فواتير العجز الحكومي، كان قادراً على تحمل المسؤولية في اوقات تنصل آخرون من مسؤولياتهم وعجزت أفعالهم عن الدفاع عن مرحلة توليهم لمواقع صنع القرار في وطننا.
كان رجل دولةٍ بحق، ارتبطت ولايته في الشأن العام بالانضباط، وسيرته لم تزل شاهدة على كثير من مفاصل الحياة العسكرية والسياسية.
لم تغب ذكراه، وفي الليلة الظلماء يفتقد كل بدرٍ منير، حقاً كان منيراً وأنموذجاً فذّاً في الادارة العامة، ويواسي غيابه ما تركه من ارث وطني وتجربة مرموقة في السياسة وتدبير الشأن العام، فضلاً عن أسرة تحظى بمحبة واحترام وتوقير الأردنيين، ولم يبرحون مكانة الأب في القلب والوجدان، رحم الله الأمير زيد بن شاكر وبارك الله في ابناءه وذريته.