السعدون : يستعرض تاريخ وتطور معاصر الزيتون في”سمر” بني كنانة / صور
كنانة نيوز –
بكر محمد عبيدات –
قال تعالى “الله نور السماوات والأرض ۚ مثل نوره كمشكاة فيها مصباح ۖ المصباح في زجاجة ۖ الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار ۚ نور على نور ۗ يهدي الله لنوره من يشاء ۚ ويضرب الله الأمثال للناس ۗ والله بكل شيء عليم ﴿٣٥﴾ النور
وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين ﴿٢٠﴾ المؤمنون } .
بداية زراعة شجر الزيتون المبارك بشكل منظم في بني كنانة كانت في سمر الكفارات التابعة لبلدية الشعلة في لواء بني كنانة تقريبا عام 1885 على يد المرحوم محمد السعدون المتوفي في سمر بالثلاثينات من القرن الماضي , و خلفه من بعده ابنائه وخصوصا محمد سعيد سعدون الذي طور زراعة الزيتون وحَوَل الكثير من اراضي سمر من زراعة اللوز والتفاح والذي كان يعاني من امراض وقلة الانتاج – الى الزيتون من بداية عام 1910 تقريبا
وأشار خبير الزيتون المهندس جمال السعدون في منشور له بأنه تم ادخال اول ماكينات من ايطاليا لعصر الزيتون تعمل ميكانيكيا عام 1918 بدل الحجرية التي كانت تدار بالدواب كالموجودة في الصور الملحقة لماكينات عصر زيتون تقليدية شبيهة بالتي استعملت في سمر منذ عام 1918 حتى عام 1973.
الماكينات الميكانيكية تحتاج لمحركات:
وبين المهندس السعدون بان اول محركات استعملت آنذاك في المعصرة القديمة كانت بخارية تعمل على الفحم. وبعد ذلك في عام 1925 تقريبا ادخلت مولدات الكهرباء التي تعمل على الديزل الى سمر الكفارات لتزويد المعصرة القديمة وبابور الطحين (المطحنة) وبعض المنازل المحادية لها بالطاقة الكهربائية. وكانت تقريبا سمر اول قرية يتم فيها توليد كهرباء بالاردن آنذاك.
التحديث:
وأوضح المهندس السعدون بأنه وفي شهر 10 من عام 1973 ادخل الى سمر الكفارات اول ماكينات حديثة لعصر الزيتون مستوردة من ايطاليا من ماركة الفا لافال تعمل على الطرد المركزي. وكانت هذه المعاصر الحديثة اول معاصر تدخل الشرق الاوسط.
وأضاف المهندس السعدون بأن من اسباب تحديث الماكينات الى الطرد المركزي تتمثل في التالي : سرعة الانتاج حيث كان قبل ذلك ينتظر اصحاب الزيتون لاسابيع واشهر عند المعصرة القديمة ليصل دورهم للعصر. لذلك السبب كان الزيتون يجفف على اسطح البيوت قبل ارساله الى المعصرة حتى لا يخرب ويحمض اثناء فترة الانتظار.
استخدام المعاصر الحديثة سهلت وسرعت على المزارع عملية العصر واصبح زيته افضل جودة واقل حموضة.
وزاد بان المعاصر كذلك انظفف بشكل عام حيث ان خطوط الانتاج مصنوعة من الحديد الستانلس غير القابل للصدأ لك ان الزيتون متى ما وضع بالجرن لا تلمسه الايدي كما كان يحصل بالماضي بالمعاصر التقليدية القديمة , وان عصر ثمار الزيتون أصبح اقل تكلفة على المزارع من ذي قبل حيث ان الرد بالمعاصر القديمة كان اغلى بسبب التكلفة العالية.
هذا الانتاج الاسرع والافضل لزيت الزيتون المبارك شجع الناس على زراعة الزيتون في اراضيهم وانتشرت زراعة الزيتون بشكل اوسع في الاردن واصبح مصدر دخل لكثير من العائلات الاردنية وازدادت قيمة اراضيهم.
صناعة اردنية:
وأشار المهندس السعدون بأنه وفي عام 1985 وبسبب ازدياد الطلب على المعاصر الحديثة وانتشارها بالمملكة، بدأت السواعد الاردنية بتصنيع حوالى 70 بالمائة من ماكينات العصر محليا ’ بداية ؛ في مصنع السعدون في بيت راس لصاحبه احمد سعيد سعدون.
هذه الصناعة المحلية اوجدت فرص عمل وانتجت فنيين في مجال المعاصر. وكذلك خفضت من التكلفة الاجمالية من سعر المعاصر التي كانت تستورد بالكامل من ايطاليا.
انتشآر الزيتون بشكل اكبر شجع الكثير من الناس للاستثمار في هذا القطاع وازدادت عدد المعاصر بالمملكة. بالتالي نمو هذا القطاع اوجد فرص عمل اكبر للعائلات التي تستفيد من موسم الزيتون من خلال زراعة الزيتون، قطاف الزيتون على النسبة او العمل بالمعاصر والخدمات الموازية من نقل وتصنيع تنك للزيت وجفت للتدفئة وهكذا.
وبين بأنه وفي السنوات القليلة الماضية اصبح التصدير هدف استراتيجي لقطاع الزيتون الاردني حتى لا يتكدس زيت الزيتون عند المزارعين وخصوصا في سنوات الغلال. والهدف الرئيسي هو صنع اسواق جديدة للتعريف بالزيت الاردني الممتاز وخصوصا زيت الكفارات.
ولفت المهندس السعدون الى ان اصحاب المعاصر وجميع قطاع الزيتون الاردني هم عائلة واحدة وهدفها دعم الاقتصاد والمزارع الاردني وصنع فرص عمل وفرص تسويقية للانتاج الزراعي.
والجدير بالاشارة اليه بانه تم تأسيس نقابة خاصة باصحاب المعاصر بالاردن والتي تهدف الى حماية هذا القطاع وحماية مصلحة المزارع الاردني من حيث الحفاظ على جودة الزيت وسعر معقول ومجدي لزيت الزيتون ومنع الغش والعمل على تسويق الانتاج الاردني اولا في السوق المحلي والعالمي.
