الحلقة( 13- 14 ) من رواية شارع ايدون: اضاءات من الذاكرة / الدكتور محمد حيدر محيلان

انفَضَ الدوام واكتظ الدَرَجُ بالزحام وتدافعنا للفرصة في الشارع امام المدرسة التي تفصله عن مجمع الغور من الجهة الجنوبية … وما زال صوت (فوزي العكور) واغنية عبد الحليم تُشَنِفْ اسماعنا ..وندندن بمقطع( يداوينا … من إييه جاي زمان تداوينا!!! ) ..الباعة في الشارع يتنافسون ويصيحون ترمس ترمس زاكي يا ولد… فول نابت … هريسة هريسة… انا لم ألتفت لكل هؤلاء .. دائما أهجس بقيادة (بسكليت) وكنت احاول دائما سياقته وكما ذكرت سابقاً طالما اخذت بسكليت احد الاولاد الداخلين للمحل للشراء بجولة سريعة من امام المحل معرجا لليسار من الشارع عمر بن الخطاب الفرعي لشارع ايدون الواصل بشارع الحصن شرقاً من امام الكندرجي ابو شهاب وبجانبه مستودع ومعمل تصنيع كنافة للعفوري ثم ألتَف من اول شارع خلفي وموازي لشارع ايدون وهو شارع الشيخ خليل فيه عمارة الاتصالات …اسير حتى اصل لزاوية شارع الملك فيصل الاول وانعطف لليسار فيه حيث محل البنشرجي ومحل حسين مخلوف ابو الرائد الكهربجي في عمارة محمد عايد حجازي ومنجرة طلفاح في عمارة محسن اسماعيل العزام وثم مكتب المحامي فيما بعد نبيل الحمود في وعلى الزاوية محل خضار وفواكه علي البدور، في عمارة ارفاعي الحمود ابو سمير من جهة الشمال ثم انعطف على اليمين (بُنْ النجار) وبجانبه عبده الحلبي ملابس اروبية في عمارة رفاعي الحمود ابو سمير من جهة الغرب ..ومن ثم رياض السيلاوي وسعيد الخياط ثم محل محمود ومحمد بدير (بوظة بدير) ثم جارنا رضا حسين الدلقموني ثم محلنا محمص المراشدة، طبعاً هذه الجولة بالبسكليت (المخطوف) لا تستغرق اكثر من 3-5 دقائق.. يكون الولد يتذمر وقرب يفقد صبره مع اخي الذي (يشاغله) في المحل.. حتى اعود،، ويراضيه بكمشة بزر او علبة عصير… طبعاً( ولدنة مني …. لا اغفرها لنفسي ..) …ومرة واحد نادى ابوه .. فكر انه بسكليته انسرق… وبلشنا نراضي الابن والاب … وهو يصيح علينا ويتوعد انه يحكي لأبوي ..وتبهدلنا ولملمنا الموضوع وبطلنا نعيدها….

لذلك انا قررت اركب بسكليت بالحلال هالمرة… استغليت (فترة الفرصة) ربع ساعة، ورحت طلعت بنفس شارع المدرسة شارع الملك فيصل الثاني باتجاه شارع ايدون الذي آخره على اليمين يكون الحلاق لطفي ومن ثم حلويات منيب وعبد الكريم العفوري.. وكان في محل بأجِر بسكليتات (اسمه ابو الصادق القلقيلي) انا اخذت بسكليت كبير .. لاني ما لقيت بسكليت وسط على قدي ومضطر لانه الفرصة قربت تخلص، وافقت مكرهاً، وركبت البسكليت الكبير ، وكان حجمي لسه صغير (انا طوِلِتْ بعد التوجيهي) وكان شارع الملك فيصل منحدر باتجاه الغرب.. يعنى بس انا ركبت البسكليت هو لحاله ظل مهور لتحت.. مش شطارة مني حيث خبرتي بالسواقة ملاطشة كل تجاربي السابقة دقيقة دقيقتين وكلها (شوطة بسكليتات من الاولاد ) لذلك لم اتعلم فن القيادة على اصوله… والله انا معَرِشْ وطاير لتحت …باتجاه مدرستي ابن زيدونمتحالي وبدي أوري الطلاب اني زقُرْتْ .. وفجأة. (لسوء حظي وخيبتي) ختيار كبير بالسن فجاة امامي بقطع الشارع صحت حااااااج وما كملت جملتي (ابعد يا حااااج )….. وما اقدرت ابعد انا عنه ودعمت الحجي وانقلبت فوقه انا والبسكليت والحاج يصيح علي :. يا حريق الوالدين والشاهدين؛ (كَسَّرِتنِي وقَطْعَتْ اتشلاي ) ويضربني باديه ورجليه وعلى وجهي وراسي وبطني ..وشلح كندرته وكبَّسْني عراسي وين ما تيجي …وكل واحد فضولي والي مارق بالطريق يآجر ويبهدل علي بفكروني بتهاوش مع الختيار : (ولك شو مسوي بالختيار ) وختيارة مرت تعاطفت مع الختيار ماله الولد : (الله لا يقسك) وين عيونك منعمي…. واولاد الحارة ( اخذوا البسكليت وانهزموا )( وانا في معمعة الالتحام مع الختيار ومناصريه من المارة واهل الحارة) ..قمت بلا وعي ومع اثر الشلاليت المتلاحقة اندفعت وراهم اجيب البسكليت بسرعة..

– ولك رجع البسكليت يا ابن اللذينَ

انا ناقصني..زناختك وسقاعة دمك .. …

وبركض وراهم وبنطلوني مشقوق ومبهدل ملان وسخ وغبرة .. مهو الختيار مسح بي الارض

..(قال بدي اركب بالحلال هالمرة،،!!)

طبعاً (الفرصة ) خلصت وبلشت الحصة الرابعة وبجوز خلصت ..!! …

ووقت ايجار البسكليت تجاوز الشلن ومعيش ادفع…… طبعاً انا محنق ومرفوش ببطني وشعري منكوش وصابني خليط مشاعر قهر وألم وتاخير دوام وتاخير دفع … قعدت من قلة حيلتي وقهري ابتشي .. شو الي خلاني اغامر هالمغامرة قرب يخلص الدوام بالمدرسة… والصف اول اعدادي – ب- طلابه شو بدهم يقولوا عني !! قُدْتْ البسكليت بجنبي (وانا بعيط من القهر ) ورحت ارجعه…

يتبع في الحلقة القادمة