عيد الضحية / بقلم موســــى النعواشي

كنانة نيوز –

عيد الضحية

بقلم: موســــى النعواشي

العيد يعني الفرح ، فيه يراودك الشعور بأن كل من وما حولك سعيد ، فيه يزول الخصام فيه يتصالح المرء مع نفسه والناس ، فيه يقترب الناس من بعضهم أكثر وأكثر.
وكلما جاء العيد ” عيد الأضحى ” تعود بنا الذاكرة إلى أيام زمان ، وما أحلاها أيام زمان ، حيث بقيت ممارسات العيد فيها خالدة في الذاكرة ، ولطالما تمنينا أن تعود بقيمها ، وهنا شدني كثيراً ما كنا نردده ونحن أطفالاً من أغانٍ ، ولست أدري لمَ كان ، وما الهدف من نشره ليكون مرتبطاً بالعيد ، تلكم هي أغنية العيد للأطفال ” بكره العيد وبنعيّد ، ونذبح بقرة سعيّد ، وسعيّد ماله بقرة ، بنذبح بنته هالشقرة ، والشقرة ما فيها دم ، بنذبح بنته وبنت العم ” .
هي دعوة للعنف ، إن العيد للفرح ، للسعادة ، وبقدرة الكتاب والشعراء أن يرسموا صورة أجمل ، فيغني الأطفال في العيد أغانٍ تبعث على الأمل والسعادة .
غنت أم كلثوم ” يا ليلة العيد ” من كلمات أحمد رامي وألحان رياض السنباطي ، وهي من أجمل أغاني العيد ، وغنت صفاء أبو السعود ” أهلاً بالعيد ” من كلمات عبدالوهاب محمد وألحان جمال سلامة ، ونرددها بجمالها ، وغيرهما غنى للعيد بكلمات رائعة وألحان جميلة ، لكنا ندعو الكتاب والشعراء لكتابة أغانٍ للأطفال في العيد تدعو إلى الفرح ، فهم الذين يفرحون ، وعلينا أن نزرع الفرح في نفوسهم وهم يرددونها فرحين بالعيد .
في العيد أتذكر أمي وممارساتها استعداداً للعيد ، عندما كانت تكنس ساحة الدار الترابية وتنظفها ، عندما كانت تنظف الفراش وتغسل وجوه الفرشات واللحف وتشمسها وتعيد خياطتها ، عندما كانت تنظف شبابيك الدار ، كانت أمي تقوم بصيانة كاملة للبيت فنشعر بأن حدث العيد عظيم .
أما أبي الذي كان منشغلاً بالأضحية التي يختارها بعناية وفق الشروط اللازمة ، وحرصه على أن يكون من المضحين ، وطقوس الذبح ، والتوزيع العادل للحصص ” الأقربون ، الأغربون ، أهل الدار ” ونحن نرقب المشهد بتفاصيله ، ونعاين حركاته .
ما أجملها طقوسنا لو حافظنا عليها ، وهذه مهمة أهل التراث والمهتمين به ، حيث يتوجب عليهم الإبقاء على كل جميل يحمل القيم .
والمشهد الجميل تلك الصورة الخالدة في الذاكرة ، ذهابنا لصلاة العيد مكبرين ملبين ، وبعد الصلاة يتحوط أهل القرية للسلام على بعضهم ، فيزول الخصام إن كان ، ثم زيارة القبور والدعاء لمن هم تحت التراب ، وزيارة الأحياء من الجيران والأقارب ، والعودة إلى الدار للبدء بطقوس الأضحية لمن أراد أن يضحي .
دعونا نعمل على أن نحافظ على عاداتنا المحملة بالقيم ، العيد يعني التصافي ، العيد يعني الفرح والحب والنقاء والصفاء ، وإلا سنقول ما قد قيل : عيد وعيد وعيد ، بأي حال عدت يا عيد .
كل عام وأنتم بخير