11
Table of Contents
كنانة نيوز –
عدنان نصار يكتب :التفكير بصوتٍ مُرتفع.. إلى أين يتّجه الأردن.. وهل وصل فعلًا إلى الشاطئ الآمن؟
بانحيازٍ وطنيّ، وقلقٍ ذاتيّ، وأسئلة جمعية، وتوتر ارتفعت وتيرة أسئلته الشعبية، حتى تحول التفكير في مفاصل مهمة من مسيرة البلد من تفكير ساكن إلى تفكير مسموع يجيء على لسان المجموع الشعبي ..وتحول الممنوع إلى مسموح، في بلد كانت حتى وقت قريب، يكيل شعبها المديح، لايجابيات الفعل الرسمي، الذي انعكس على مسار الناس وتفاصيل حياتهم، بما في ذلك وبالمقدمة منها الحالة الاقتصادية الصعبة للغاية لأكثر من 80% من مكونات المجتمع الأردني.. صعوبات طالت أدق أدق تفاصيل يومهم وخبزهم.؟
حتى وقت قريب، كان الشعب الأردني بكل مكوناته وألوانه أيقونة من ايقونات المجتمع العربي وما زال يتصدر المشهد بجهد ذاتي وثقافة تسكن في الشخصية الجوانية للانسان الأردني كسلوك وخصوصا اذا تعلق الأمر بالجانب الحضاري والتقني والإنساني.
ما الذي حصل ..وأين يكمن الخلل .؟ للإجابة لا بد من التفكير أيضا بصوت مسموع، والتأشير على مواطن الخلل بوضوح دون محاباة ..فعلى امتداد الوجع الانساني (الاقتصادي) الذي يتصدر مشهد بقية الاوجاع، يعد الرقم واحد من جموع الأرقام التي تليه في معاناة يومية أصبحت مثل حالة مرضية يتعايش معها الإنسان الأردني، بعد سنوات طويلة من الصبر على أمل تحسن الاوضاع المعيشية للانسان الأردني، في وطن احتل الرقم الثالث عربيا في الغلاء سواء بأسعار العقار مثلا او ببقية تفاصيل الحياة التي يحتاجها الإنسان الأردني كمادة اساسية تعد من الضروريات وليس الرفاهيات، من مثل الصحة والتعليم والاعباء الضريبية والرسوم، والرسوم على الرسوم إلى آخر حكاية الوجع ..ولعل مقارنة بسيطة وبحسبة أيضا بسيطة، نجد ان الأردن ثالث أغلى دولة عربية، ورواتب العباد العاملين والمتقاعدين اقل بكثير من ربع رواتب دول تقع في الجوار الأردني.. وأيضا مقارنة مع دول أوروبية واسكندافية وأمريكا تتماثل بالغلاء لكن ضمن سلم رواتب مقبول ومعقول ويكفي لحياة كريمة، وربما بوجود فائض مالي عند أفراد تلك الدول ..إذ لا يعقل مطلقا ان يكون معدل دخل الفرد الاردني السنوي بما في ذلك الموظفين والعسكريين والقطاع الخاص ما يعادل خمسة الاف دولار ونفقاته المعيشية تتجاوز ضعف هذا الرقم ناهيك عن نفقات ضرورية ثابتة لمن لا يمتلك بيتا متواضعا او شقة سكنية .
صحيح ان المتجول في عمان، احيانا يصاب بالذهول مما يرى من قصور وفلل وانواع فاخرة من السيارات وفخامة المستوى، غير أن هذا نجده فقط في مناطق محددة من عمان من مثل “دابوق” وعبدون وامكنة أخرى مماثلة، لكن المتجول لم يتجه نحو المحافظات والريف والبادية والمخيم.. ولم يتجه ربما إلى عمان الشرقية، فهنا يكمن النبض الحقيقي لواقع الحياة الاقتصادية في الاردن، وهنا يكمن وجع الصابرين .